بقلم : ناصر الظاهري
من مساجد المدن الجميلة، مساجد القاهرة أم الألف مأذنة، الجامع الأزهر، ومسجد ابن طولون الذي هندس عمارته مهندس قبطي، «سعيد بن كاتب الفرغاني»، ومسجد الحسين، وأقدم مساجدها، مسجد عمرو بن العاص الذي كان يطلق عليه أسماء مختلفة، تاج الجوامع، والمسجد العتيق، ومسجد الفتح، وهناك مسجد الرفاعي الذي يضم قبور أسرة محمد علي، في حين صاحب المسجد مدفون في بغداد، ومسجد السلطان حسن، ومسجد سادات قريش الأثري، وقد لا تحصى مساجد القاهرة لكثرتها وتميزها والتصاقها بأحداث التاريخ.
والزائر لمساجد بغداد يرى جمالاً آخر في فن العمارة والنقش والخط، وتكاد تتقارب مع مساجد إيران، وحضور ذلك اللون الأزرق الفيروزي، ومن أهمها: مسجد سامراء، ومسجد الإمام الأعظم، ومسجد أم الطبول، وتختلط في العراق المساجد بالمراقد والقبور للسادة والأئمة والمتصوفين، والزائر لصنعاء لابد وأن يتوقف عند جامع الجند الذي بناه معاذ بن جبل، رضي الله عنه، والجامع الكبير، ومسجد الملكة أروى بنت أحمد الصليحي، ومسجد العامرية في رداع، في صنعاء القديمة والتاريخية تتوزع مساجد بأعمار ومساحات مختلفة، مثلما هو الأمر في بخارى وسمرقند في أوزبكستان، حيث هناك المساجد ومراقد السلاطين أو العارفين والمدارس التاريخية تتجاور مع بعضها، وتكاد تتشابه في عمرانها، مثل ضريح «تيمور لنك»، ومرقد «زانك أوتاه» ومدرسة «براك خان» في طشقند، وقد بدأت مساجد جديدة تتعمر في بلدان آسيا الوسطى بعد انفصالها عن منظومة الاتحاد السوفييتي السابق، مثل مسجد «دوشنبيه»، ومسجد «سلطان نزار باييف» في «آستانة»، إضافة لمساجد تاريخية قديمة يسعون إلى ترميمها، وإعادة الأذان والحياة فيها، وقد زرت منذ سنوات جامع «كوالالمبور»، ومتحف المساجد في العالم الإسلامي، حيث المجسمات لأهم وأشهر مساجد الدنيا، ولم أر مجسماً لمسجد الشيخ زايد، وطلبت مناشداً المسؤولين عنه، واستجابوا على الفور، لأنه مهم أن نتواجد ولو في مكان صغير، لكن لا نغيب حيث يحضر كل العالم.
أما مسجد «جاكرتا» فيعد الأضخم في آسيا، ويمتاز بالتنظيم الدقيق والنظافة العالية والترتيب في كل شيء، ومن روائع المساجد وأجملها مسجد الحسن الثاني في الدار البيضاء، والمسجد «الأعظم» الجديد، والذي أوشك على الانتهاء في العاصمة الجزائر، حيث يعد الأكبر في أفريقيا، ولا شيء يضاهي مساجد اسطنبول والمدن التركية، حيث تمتاز بنمط عمراني مختلف ومميز، وبخطوط أمهر الخطاطين والنقاشين، حيث يعد كل واحد منها تحفة معمارية في غاية الجمال، وخير ختام لجولة المساجد كانت زيارة لمسجد قبة الصخرة، والمسجد الأقصى في القدس، حيث فقدت شيئاً من التوازن، وكأن الدنيا تدور بي، وتمنيت لو أن الركوع يمتد، والسجدة تطول.. وتطول!