تذكرة وحقيبة سفر 2

تذكرة.. وحقيبة سفر- -2

تذكرة.. وحقيبة سفر- -2

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 2

بقلم - ناصر الظاهري

تجوس في فيينا.. وفي صباحاتها الخالية من الكدر، والمتلفحة بالندى، وبشيء من السحر، تتوقف تعد تفاصيل يومها بكسل وبمهل، تناظر بائعة الخبز المستعجلة، والتي يجدر بها أن تكون ممرضة في يوم ما، بتلك النظارة الطبية الدائرية ذات الإطار الأسود الخفيف، نقاء مسامات الوجه، والمعطف الأبيض يضفي عليها شيئاً من رونق المستشفيات ذات الرائحة المطهرة، والإخلاص الملائكي لعاملات الرحمة.

ما الذي يجعل مشاركاً مثلك في مؤتمر يخص اليونسكو أو مبعوثاً جاهزاً تختاره تلك الهيئات الثقافية المتكلسة، والتي تعد كثيراً من كلام المثقفين خريطاً في خريط، وأن مؤتمراتهم مصدر للضجر، وللكلام الذي يتعب الرأس، ويثقل القلب، أن يدلف إلى المخبز الذي يحتل خاصرة الشارع؟ أهو الفضول الصباحي! لترى يقظته على الوجوه الناشرة مبكراً، أم البحث عن الضحكة المخلصة لمنظر العجين الخارج للتو من تلك الحجرة النارية! تلك الرائحة البرّية التي حملتها معك منذ كنت طفلاً يتدثر بخاصرة أمه، ويراقب خبزها، وحركة يدها، ونشيجها من دخان «الطرافة، وسعف النخل»، ليس أجمل من خبزة ساخنة في أي بقعة، خاصة من امرأة لا تعرف إلا بيتها ميداناً، لقد ركضت خلف تلك العجينة المخمرة، والخبزة الساخنة في بلاد الله ومدنه، اشتهيتها مرة ككسرة في إثيوبيا، وكخبز الدار في المغرب، وقصبة الجزائر، كرغيف «وقّافي» لمخبز إيراني، «العيش المصري البلدي»، الهند وشهوات الخبز الكثيرة، لأنواع كثيرة، تركيا، وجورجيا، العراق، ولبنان، وفرنسا، شهوات متعددة لا تنقطع، وكل موضع يهديك شيئاً منه، يوجب الشكر، ودوام النعمة، وأنه يكفي للحياة، ثمة فرحة مبعثها السخونة، والطزاجة، والرائحة التي تصل أنفك قبل نشوة قضم تلك الكسرة، حتى أنك تفضلها شخصياً على بوليصة تأمين لشركة إنجليزية موقعها جزر بريطانيا العذراء.

يتقاطر على الذاكرة حين تصل النمسا أربعة من عظماء الموسيقى، ولدوا هنا، وأضفوا لشوارعها تلك الهيبة، والحضور الذي لا ينسى: «موزارت، شتراوس، هايدن، شوبيرت»، ويبقى شيء من موسيقاهم يضيء مسلكك في تلك الطرق شبه المتعرجة، وتعنّ عليك مثل شيء من الحنين موسيقى «الدانوب الأزرق».

صباح فيينا الذي كان حاضراً في الذاكرة دوماً، منذ أن غامرت باتجاه معرفة «بنت العم» التاريخي، تلك النمساوية التي كانت تدرس التاريخ، لكنها تؤمن بالتقاطع، ومساحات من العيش السوي، مثلما تؤمن بتلك الجذور الموغلة في سواد حروف الألواح، والوصايا العشر، وأحبت مرة أن ترشدك إلى صباح جميل، ومختلف في مدينة، عادة لا يمكث فيها الغرباء كثيراً، والتي تعنّ على الرأس بين الحين والحين، متذكراً لحظات الخصام التاريخي، والتوحد الجغرافي لأجساد كانت تخبّ في براري الرعي الأولى، حيث كل الأرض مشاع، والإنسان يركض خلف أسئلة وجودية هاربة منه، ما أجمل فيينا بذلك الغسق الأنثوي الذي عرفته مرة، ولا تريد أن تنساه!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 2 تذكرة وحقيبة سفر 2



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

تارا عماد بإطلالات عصرية تلهم طويلات القامة العاشقات للموضة

القاهرة - صوت الإمارات
تلهم النجمة المصرية تارا عماد متابعاتها العاشقات للموضة بإطلالاتها اليومية الأنيقة التي تعكس ذوقها الراقي في عالم الأزياء، بأسلوب هادئ ومميز، وتحرص تارا على مشاركة متابعيها إطلالاتها اليومية، وأيضا أزياء السهرات التي تعتمدها للتألق في فعاليات الفن والموضة، والتي تناسب طويلات القامة، وهذه لمحات من أناقة النجمة المصرية بأزياء راقية من أشهر الماركات العالمية، والتي تلهمك لإطلالاتك الصباحية والمسائية. تارا عماد بإطلالة حريرية رقيقة كانت النجمة المصرية تارا عماد حاضرة يوم أمس في عرض مجموعة ربيع وصيف 2025 للعبايات لعلامة برونيلو كوتشينيلي، والتي قدمتها الدار في صحراء دبي، وتألقت تارا في تلك الأجواء الصحراوية الساحرة بإطلالة متناغمة برقتها، ولونها النيود المحاكي للكثبان الرملية، وتميز الفستان بتصميم طويل من القماش الحرير...المزيد

GMT 05:27 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة
 صوت الإمارات - أزياء ومجوهرات توت عنخ آمون الأيقونية تلهم صناع الموضة

GMT 05:35 2024 الثلاثاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الذكاء الاصطناعي يساهم في انبعاثات ضارة تؤثر سلباً على البيئة
 صوت الإمارات - الذكاء الاصطناعي يساهم في انبعاثات ضارة تؤثر سلباً على البيئة

GMT 12:25 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

الضحك والمرح هما من أهم وسائل العيش لحياة أطول

GMT 06:44 2015 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

معرضان مهمان لحبيب جورجي وفنان فنزويلي في القاهرة

GMT 05:23 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

120 ألف زائر لـ " مهرجان دبي وتراثنا الحي "

GMT 12:47 2013 الثلاثاء ,28 أيار / مايو

الحكومة تدرس إنشاء 4 مجمعات تكنولوجية

GMT 12:22 2013 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

750مليار دولار فاتورة تزود العالم بالنفط والغاز 2014

GMT 10:20 2016 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

داغستان تحظر 40 موقعًا متشددًا من على "الإنترنت"

GMT 08:37 2016 الجمعة ,30 أيلول / سبتمبر

طرح "Hands of Stone" في دور العرض المصرية الخميس

GMT 17:55 2012 الجمعة ,07 كانون الأول / ديسمبر

الطيور تستعين بأعقاب السجائر لطرد الآفات )

GMT 04:13 2016 السبت ,30 كانون الثاني / يناير

"سك العملة" تشارك بجناح في معرض القاهرة للكتاب

GMT 19:37 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الجدي السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates