بقلم - ناصر الظاهري
- «البعض من اللوتيه لا يميزون الناس من وجوههم، ويعتقدون أن أي واحد يرتدي كندورة وغترة وعقالاً، هو مشروع قابل للنصب، وأنه بفهمه الناقص يعتقد أن الآخر بفطرته وسذاجته، يمكن الضحك عليه، ومن هؤلاء هذا الذي يريد من جارنا أن يستثمر في قبرص، فخلاه حتى أنهى كل شروحاته وخرائطه الملونة، وصورة لجانب العمارة، وفي ساحتها واحدة أوروبية غادية بلباس التنس الرياضي، وأخرى على دراجة هوائية تتريض، وأسهم طالعة، وأخرى هابطة، هنا حوض السباحة، وهنا «الجمنيزيم»، وأين يشير السهم، هذا الموقع الوحيد المتبقي، والذي حبيته أن يكون لك، استثمر في قبرص، الآن الفرصة المواتية، «بلومنغ»، فقال له جارنا بفطرته: خلصت أسهمك! شيء بقي منها في الكنانة؟ فرد اللوتي: لا، فقال جارنا: عيل روح القط فيها خلال»!
- «إذا ما حل المذيع «الروبوت» محل مذيعينا المتهندمين، فسيكون هو المذيع الوحيد اللي مرتاح، ما أحد بيزعل منه، ولا أحد بيحط في خاطره عليه، وحالهم يقول: آخر العمر الواحد بينشب مع خردة حديد»!
- «في ناس يشعرونك دائماً أنك مسؤول عن يتمهم الإعلامي، لا يريدون أن يفهموا أن الإعلام تغير، وهم لم يتغيروا، لا يريدون العبور من الورقي إلى الإلكتروني، ولا يريدون أن يفهموا أن أبوظبي نفسها تغيرت، لا يريدون أن يخرجوا من ربقة الثمانينيات والتسعينيات إلى ما وراء الألفية الثالثة، لا يريدون أن يفهموا أن للحياة أحكامها وتعاريفها ووقتها وأناسها، و«فاشينستاتها» و«أبطالها الرقميون»، فقط الذين يريدون أن يفهموه أن كل تلك المشكلات التي يعانونها اليوم، يودون لو أنهم يلقونها عليك كمسؤوليات، وتتحملها أنت كأب مسؤول عن يتمهم الإعلامي»!
- «مرات يكون حظ الواحد عجيباً، تكون في اليد، وتفرط وتنكسر، لا يشبهه أحد إلا ذلك الذي غسل سيارته للتو، وتخطف عليه غيمة متهالكة أو هو يمر تحت غيمة ناشفة، وترشقه بما تبقى من ماء في طرف جناحها، وتبل سيارته، وتذهب في حال سبيلها، غير نَشّادة عنك»!
- «يعني الله لا يبليك بواحد من جماعتنا أصحاب «الكورولا»، والذي يبدو عليه أنه خارج مع عائلته الصغيرة من مطعم هندي، وعازم عائلة صغيرة أخرى، وقرقعة لغة هندية يريدون أن يكملوا أحاديثهم التي بدأت في المطعم، وأنت تنتظر خروجه من الموقف، لتصفّ مكانه، وهو يعلم ذلك حتماً، لكنه يظل يمشي على دوبه، وبين لحظة ولحظة يتذكر موضوعاً، فيهمّ بالحديث مع جماعته بشأنه، وهو يدرك مشقة «الباركينغ»، ويعرف أنك تتحرق في سيارتك، وتريد أن تصفّ مكانه، ومع ذلك بيتمّ يتعلث، ويتأخر، ويعد نفسه متفضلاً عليك، ولازم تراعي إيقاعه، وصعوبة تنفسه بعد تلك الوجبة الدسمة، المهم فقط هي نحاسة، ولن تلقاها إلا عندهم»!