بقلم - ناصر الظاهري
عندي صديق مبتلى بـ «الاتري» وحظ يا نصيب، وشراء تذاكر الأسواق الحرة، وما يخلي مسابقة ما يدش فيها، سيارات الجمعيات المكتفة، سحوبات في المولات على البضائع المنتهية، يدخل في كل شيء لكي يكسر الحظ، ويظل يعبئ القسائم، ويزج باسمه في السحوبات، جاءني يشكو من قلة الحظ، وأنه ما برح يشتري تذاكر الملايين كل شهر، وكل سفرة، لكن الحظ يخطف عنه بعيداً، ولا حتى الأرقام الفائزة قريبة من رقمه، يقول: مش معقول ولا قد واحد من البلاد فاز، شو هالحظ؟! كل الفائزين هنود وإنجليز وروس وأجانب، فقلت له: شو يعني المطلوب، يسوون لكم «دوري محلي» لوحدكم، تكونون أنتم اللاعبون الوحيدون فيه، بس ترا.. دوري ما فيه أجانب، يستوي مثل «دوري السكيك»، والجمهور يعزف عنه، ولا ينقلون مبارياته في التلفزيون، عجيبون أنتم، بعضكم ينادي بزيادة الأجانب في الدوري، وأنت تريد ترجعنا لأيام «دون ريفي»!
- بصراحة 2020 ما تريد تنتهي شكلها، عجزنا من عجائبها ومفاجآتها وبلاويها وكوارثها، عجزنا.. كل شيء عن بُعد، ونحن جيل المخضرمين نظرنا «لك عليه، والله إنّه، وهباب ما يجادي»، حتى أن الناس صارت عندهم مناعة في 2020 ضد كل الأشياء غير المتوقعة، وصارت الأمور عندهم مثلها مثل غيرها، والكل يقول لك: تراه عادي.. نحن في القرن 2020، هذه السنة ما بتخلص من طولها ومن بشاعة أمورها، ومن كثر ما تمطّ في وقتها وتمطّ منا.
- بصراحة أنا أكثر شيء مشتاق له الآن، وفي هذه الظروف الصعبة التي نمر بها في ظل هذه الجائحة، ذلك الختم الأزرق النيلي أو الأحمر على صفحات جوازي، وسماع ذلك الإيقاع للختم الذي يشبه مطرقة مدير المزاد العلني، فرحاً بإرساء المزاد على واحد، ورقم يبهج خاطره، معقول صفحات الجواز من كثر ما هو مطَبّق لصقت أوراقه، وبدأ ينتفخ من الرطوبة، ونحن بصراحة ما يعجبنا ينتفخ الجواز، ولا تلتصق أوراقه، ولا يبقى طويلاً من دون ذلك المهر الأزرق، وكلمة خروج.
- بعض محال «الشربت» والعصائر والكوكتيلات المنوعة، لديها تقليعات عجيبة غريبة في مسميات العصائر، حتى أن بعضها محرج، وبعضها قليل «الشيمة»، وبعضها يكاد أن يخرج عن الآداب العامة، يعني سموا كوكتيل «الطلياني، وزهير بخيت» قلنا ما عليه، لاعبان قلما تنجب الملاعب مثلهما، سَمّوا كوكتيل أحلام، قلنا فنانة وتستاهل، سَمّوا كوكتيل على مسلسل وادي الذئاب، قلنا الناس تتابعه، وما يخالف، الحين أصبحت مسميات العصائر على أسماء «قوم ترّنا، وين دار الهوى درّنا»، أسماء هَيّنة لينة طرية ناعمة، مثل: «تعال فديتك الغالي»، هذا الكوكتيل كيف يمكن لصبية شابة أن تطلبه من صاحب المحل، خاصة حين تطلبه وهي تمط الشفايف المنفوخة، وتعلك لباناً، ولابسة نظارة شمسية ماركة، وفاتحة دريشة سيارتها السوداء «الفورويل» الفخمة، وتشير بأصابعها الرقيقة الناعمة لذلك الذي لم ير في غربته المُرّة امرأة، كوكتيل «بلاش تبوسني في عنيّه»، تصوروا شاب ملتح، مكتحل، وعمامته «موزّرتنه»، ما ينقصه إلا محزم وخنجر، ويتوقف عند محل العصير بسيارته النيسان البيضاء، ويطلب ذاك العصير «السنع»، واحدة مطرشة أخاها يأتي بعصير «الوَلَه» أو كوكتيل «غناتي راعي العين» أو شربت «لا خليت، إمْزِرّ إثباني»، شو بيكون فرحان لحظاتها، والعَرَق يَصِلّ من عليباه، و«يانس ضوّ تحته»، حتى يشك أنها من عوارض كورونا، وأنه من فصيلة إيجابي، بسبب كوكتيل «أحْبَابي»!