بقلم - ناصر الظاهري
في عالم الافتراض الرقمي هناك الكثير من الافتراء الرقمي المصاحب، والكثير من خلط الحقائق بالأكاذيب، والكثير من الدس والتدليس، والكثير من الدجل المُوجّه والمسيس، لأنه ببساطة، الفرية موجودة، والمفتري شبح عليك ملاحقته، واليوم.. أصبح الناس يكذبون إليكترونياً، ويحلفون زوراً بوضع «ايموجي» يدل على التقوى الإليكترونية، لكي نصدقه إليكترونياً، ولكي يغرر بالجاهلين غير المتابعين وجرّهم لصفه، وجعلهم أعداء لمن لا يحبهم أو لمن يتمنى لو تزول نعمهم، ومَثَل أهلنا الأولين يقول: «اللي ما يدانيك يخرّب معانيك».
زمان.. كان الكذاب يكذب، وتراه يكذب حتى يهرّ وجهك، ويتسلخ جلده، وقد يبرص من البهتان والافتراء والتلفيق، اليوم.. صار كل ذلك «ديجتال»، بحيث لا ترى الكاذب، ولا المفتري، لكن ترى التلفيقة والكذبة والافتراء عليك، وليس مثل الإمارات، وطناً وشعباً وحكومة، أكثر عرضة لافتراءات هؤلاء المرجفين المجدفين والخراصين، حتى أنهم يقعون في خيبات جهلهم مرات، ولا تمر المسائل على المتابع والمتفحص، لكن هدفهم وغاية مرادهم هم الجهلاء والغوغاء ليكونوا فريقاً يناصرونهم على العمى.
صورة لسائح وسائحة في مسجد باللباس الصيفي يتعانقان في المحراب، وأظنه مسجداً في قرية ربما في بلاد الأناضول، وكتب تحت الصورة: «يا سلام على التسامح في مسجد الشيخ زايد»! الرسالة واضحة في ماذا يريد هؤلاء المغرضون، يهوديان من الأرثوذوكس يجلسان في مقهى ربما في القدس، وتحت الصورة مكتوب: «بداية أفواج اليهود إلى الإمارات»، صورة لأفراد في بلجيكا يحملون علم «قوس قزح»، وتجد مكتوباً تحتها: «الإمارات بلد الحرية والتعددية والتسامح»، صورة ملتقطة من أماكن متعددة في مدن العالم، ويصرّ الأفاقون على أن يخصوا بها الإمارات، لغايات في نفوسهم الخبيثة، دائماً يحولون الأشياء الجميلة التي تصنعها الإمارات إلى مساوئ ومخاز تجرح الشعور العربي والمسلم، المهم ما في صورة في «بتايا» إلا وقالوا الإمارات، صور فنادق «لاس فيغاس» مشهورة ومعروفة من الداخل والخارج، لكن المغرضين يصرون على أنها في دبي وجزر أبوظبي، كلما أرى تلك الأكاذيب أتذكر ذلك المذيع العتيق ذا الوجه المدخن الذي لا يبشر بخير، وليس من وراء أخباره إلا المصائب والكوارث، مرة انحرق «كيبل» الكهرباء في أبوظبي، بعدها بعشر دقائق ظهر علينا ذاك المذيع من تلك القناة مع خلفية رعد وبرق وضباب وصوت زلازل مع موسيقى اللحن الجنائزي، وبدأ المذيع بصوته الجهوري: «ها.. ماذا يحدث في أبوظبي الآن..» قلنا: خيبة.. إن شاء الله فألك في سروالك!