بقلم : ناصر الظاهري
- ما يوترني إلا التسابق من قبل بعض الموظفين والمديرين التنفيذيين للدخول في لعبة «أكثر الشخصيات المؤثرة عام ألف وتسعمائة وخشبة»، لا نحن نتذكر الشخصيات، ولا فيما هي مؤثرة فيه في تلك السنوات الخوالي، إعلانات مدفوعة، ولا مقاييس موضوعية في الاختيار، ليس مثل بعض الصحف والمجلات العالمية الرصينة التي تبني اختياراتها على حقائق وأرقام، فتحذو بعدها مجلات هزيلة في بلدان مسموح فيها اللعب بالثلاث ورقات، مجلات ليس لها تأثير إلا بالتدليس، ولا وجود حقيقي على منصات الإعلام إلا لصناعة الوهم والصنم، ويزيدون من الغش لرفع المصداقية بإشراك مراكز دراسات كل رأسمالها شقة تليق بحياة عازب في أول سنة إعارة كمدرس في الخليج، والله فلانة من المؤثرات الـ100 على مستوى العالم، وهي تشتغل مديرة تنفيذية، لا اسمها ولا موقعها الوظيفي، ولا شركتها يمكن أن تدخل في سباق مع الشركات العملاقة التي بعضها أكبر من دول، والله علانة من أقوى 50 امرأة في العالم، وهي فاتحة محل بيع عبي، وناجحة فيه بالتأكيد، لكن ما دخلها في التأثير على مستوى العالم، واحد ما كمل سنتين في الشركة، ويتصدر قائمة المؤثرين السبعين، وكله ضحك على الذقون!
- أنا إنسان قديم لا أعترف بالـ«HR»، ولا أعترف بالـ«ليدي نايت»، ولا أعترف بكلمة «طبّة» القاتلة، ولا أعترف بجملة «خلّه يولي»، أنا أحب الجسور التي من حرير، وأحب أن يشق الإنسان دربه، ولو حفر في الصخر، وأحب البر والمزيون، وأحب أن يكون الإنسان حراً ومتعافياً، ولا يشكو من أوجاع مدينته، أحب الألوان المتناغمة، وأحب الحياة الزاهية، فدخيل الله! لا تنثروا الرماد في وجه سمائنا، ترى الحياة حلوة وسهلة وجميلة، ولا تحتاج عبوساً قمطريراً.
- زمان يظهر المطرب على الجمهور والنَّاس بكامل تأنقه، عبد الحليم وأم كلثوم وفريد الأطرش وعبد الوهاب لا تشاهدهم إلا على «سنجة عشرة»، شوف مطربي هذا الزمن الرديء، اللي كاشف عن صدره، واللي لابس سراريح مخبقة، واللي متسلط على ألوان ما أنزل الله بها من سلطان، واللي نازل مثل الملاكم أو المصارع، وداهن جلده بالزيت والدهان، واللي ما طايق قميصه عليه، ويريد يراوينا العضلات، لذا لا تتعجبون حين كنا نسمع «جفنه علم الغزل»، والحين «كدّاب يا خيشه»!
- في الدنمارك مفاتيح السجون في يد المساجين، لا السجّانين، قسماً عظماً لو في البلدان العربية الأبية، والبلدان الإسلامية الموحدة، لكان هجروها من زمان، وأجّروها مساكن غير مفروشة، واعتبروا المسؤولين غير مسؤولين!