لو اختفت من الحياة
آخر تحديث 16:12:31 بتوقيت أبوظبي
الخميس 23 كانون الثاني / يناير 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

لو اختفت من الحياة!

لو اختفت من الحياة!

 صوت الإمارات -

لو اختفت من الحياة

بقلم - ناصر الظاهري

يعني بتخبركم لو ما كان «داو جونز» موجود، ولا «ناسداك» في حياتنا اليومية، شو بيصير في العالم؟ هل ثمة خلل سيحدث في سيرورة الطبيعة؟ يعني لو أصبحت بيبانها مغلقة من بكرا، وسكتت كل ماكيناتها التي ألوانها إما حمراء أو خضراء، لأنه لا مكان للمترددين فيها، واللون الأصفر غير معترف به، لو غدت من بكرا ديارها خراباً، هل ستتعطل الحياة، وبنظل نحاتي ليش يا رب «داو جونز» سكّر في هذه الأوقات العصيبة من تاريخ أمتنا المناضلة الباسلة؟ وماذا سيحلّ بكوبا التي ما زالت تَهِيس على ثيران هرمة، وتبغها الغالي ليس لها، وعيالنا.. عيالنا من سيتكفل بهم، بعد ما أقفل «ناسداك» أبوابه، وما نعرف مصير أيامه؟ وإلا اللاجئين من ويلات الحروب من سيلتفت لهم في عراء مصائبهم و«داو جونز» و«ناسداك» قلبت لهما الحياة ظهر المِجَنّ، وها هما اليوم ملاحقان قضائياً مثل أي بنك مفلس أو مقامر متعسر، ولا فائدة في ترقيع حياته، مهما تسلف من هذا، وضحك على ذاك، وباع صوغ زوجته.

لكن مرات أقول إن هذه الحياة عمادها «داو جونز» و«ناسداك»، ولولاهما لظل الناس يشربون من ماء السبيل أو من الغدير، ومرات أقول: لو بقيت أبواب تلك «المعابد المالية» مفتوحة ليل نهار، واعترفت بكل المارّين بجانب شوارعها، ترا هل سيقل عدد الشحاذين في العالم، والذين بلا مأوى؟ وسينصلح حال أفريقيا، وما هو مستقبل «بو حميّر» في المناطق النائية في العالم؟ وهل سيختفي شلل الأطفال في المناطق المسكونة بالعسكر؟ بعض الأشياء نراها بسيطة، ولا نقدر نفهمها، وبعضها كبيرة بحيث تستعصي على الفهم، وأنا -وكثيرون يقولون: أعوذ من كلمة أنا، لكن في داخلهم كبيرة ومتورمة كبر الشِخَاخة- ما علينا أنا بصفتي غير متخصص في الاقتصاد، وليست لي يد طولى، ولا ناقة لي فيه ولا جمل، وليست لدي أي دراية بأي مصطلح، حتى «داو جونز» كنت أعتقد في البداية أنه شركة بترول أميركية عملاقة من التي تظل تحفر في مياه المحيطات، ولا تعتقد أنها ستتوقف يوماً ما، و الأمر سيان مع «ناسداك»، فقد كنت لوقت قصير لا أفرق بينه، وبين ماركة أحذية رياضية غالباً من تستعملها لاعبات التنس الأرضي، ويلبسن لها جوارب خاصة مثل جوارب الطفل الرضيع، بس هبابها تسد كعب القدم، هذا اللبس وعدم استيعاب الأمور الاقتصادية كما ينبغي يجعلني أكوّن مثل هذا الرأي الذي ليس بالضرورة قاطعاً، فلو تحسنت أموري الاقتصادية، فمن الغد ربما أغير رأيي، لكن إلى ذاك الحين، ولن يأتي، فأنا أراهما «داو جونز» و«ناسداك» مثل ذاك الشيء الذي قِلّتَه مثل كثرته، وخيره مثل شرّه، ومنفعته مثل ضرره»! 

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن جريدة الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لو اختفت من الحياة لو اختفت من الحياة



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان
 صوت الإمارات - عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 02:40 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 09:01 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبشرك هذا اليوم بأخبار مفرحة ومفيدة جداً

GMT 17:54 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

زيت النخيل مفيد لكن يظل زيت الزيتون هو خيارك الأول

GMT 04:49 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

وحيد إسماعيل يعود لصفوف الوصل

GMT 19:51 2019 الأحد ,13 كانون الثاني / يناير

شركة "سامسونغ" تحدد موعد إطلاق أول هواتفها القابلة للطي

GMT 22:19 2018 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

تعرف إلى خطة مدرب الشارقة لمواجهة الوحدة

GMT 03:33 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

لقاء ودي بين محمد بن سلمان والرئيس الأمريكي

GMT 02:31 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تحمى طفلك المريض بضمور العضلات من الإصابة بفشل التنفس ؟

GMT 03:01 2015 الأربعاء ,23 كانون الأول / ديسمبر

معرض جدة الدولي للكتاب يسدل الستار على فعالياته الثلاثاء
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates