تذكرة وحقيبة سفر 2

تذكرة وحقيبة سفر -2-

تذكرة وحقيبة سفر -2-

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 2

ناصر الظاهري
بقلم - ناصر الظاهري

متعة التجوال الحر والتسوق المريح التي لا يَكُضّك عليها أحد أو تستعجلك الزوجة العجول أو تبقى تركض وراء الأولاد لكي لا يكسروا شيئاً، تلك المتعة يمكن أن تتخللها جلسة فنجان قهوة مع صمت وقراءة وجوه المارّين أو غداء خفيف لا يتعدى سلطة من التي يحبها قلبك، ومشروباً صيفياً بارداً، بعدها تستكمل مشية التؤدة، متوقفاً عند واجهات المحلات حتى يستدعيك سر تلك العطور الكامنة في رقيها، لكن كل ذلك يغيب إذا ما سحبت الأم وبنتها معك مجبراً على التسوق النسائي الذي يسبب لك تلك الحساسية وبعض الحرج، وكثيراً من الضيق، لأن وجهك سيظل يتلون في المحلات، ويضيء ويبرق في محلات الماركات العالمية، وكثيراً ما تحاول أن تعتذر كزوج بأثر رجعي نتيجة تقليب الزوجة، وتناول بضاعة التاجر بأطراف أصابعها مع امتعاض واضح، وعدم رضا عليها، ومرات تقيس فستاناً فيعجبها، لكنها تجرب أربعة غيره لتتعب البائع، ومرات تجرب أثواباً، وحين تقتنع بواحد، تطلب من البائع أن يأتيها بواحد مثله جديد بقراطيسه، ولا تأخذ الذي قاسته، حريمنا يعتقدن أن محلات أسواقنا والأسواق العربية وأسواق «كولابا» أو شارع «محمد علي رود» في مومبي أو أسواق تايلاند مثل المحلات في أوروبا، لأن الغريب في طبعهن أنهن لا يبالين، ويقلّبن، ويتصرفن وكأنهن شريكات لصاحب المحل، ومرات تشتري الواحدة بمبالغ مبالغ فيها، ولا تساوم البائع، خاصة تلك المحلات الكبرى، ومرات تقف عند بائع ضعيف البنية، وجهه يوحي بالكساد والإفلاس المبكر، وتظل تلعب بروحه التي لا تحب الخسارة، فتبخس بضاعته وتذم فيها، وأنها وجدت أحسن منها وأرخص عند تاجر آخر حتى يقتنع ويبيعها المسكين بخسارة قليلة، وتخرج أنت الزوج وعيناك لا تقدر أن ترفعهما، وبودك الاعتذار الدائم له، حتى تتمنى في نفسك أن لا تلتقي به مرة أخرى حتى ولو كان في المسجد!
وبعد تلك الجولة في المشتريات النسائية بامتياز، بين ملابس أصغر من عمر الزوجة - في نظرك- وملابس مبهدلة ومقطعة وصعبة أن تكوى - من وجهة نظرك- لمشتريات البنت الشبابية والرياضية، تقول في نفسك: سبحان الله.. ولا أحد تذكرك بزجاجة عطر حتى بنكهة الليمون أو بمحفظة نقود جلدية معتبرة، ثم تتذكر أن ما بقي بعد مشترياتهن من المال لا يحتاج لمحفظة، وعطر الليمون لا تحبه، طبعاً بعد يوم طويل من التسوق الذي لم يأت على خاطرك، تجد نفسك مثل الذي كان يسوق الحصى على ظهره، مكدوداً، منهكاً، وليس لك أي قابلية لفعل أي شيء، تجلس بهدوء لتستعيد نفسك المبعثرة، فإذا الأم وعصابتها يترجونك بصيغة العطف الذي لا تقدر عليه، خاصة حين يرسلون لك تلك الصغيرة الممتلئة، والتي تقرأ في عينيها مؤامرة الخروج، لأنهم يشتهون الليلة أكلة «بيتزا» في ذلك المطعم الإيطالي، فلا تملك إلا أن تقول: «حاضر.. دامها طَبّعانة، هوّس على تريجها»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 2 تذكرة وحقيبة سفر 2



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 06:02 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 صوت الإمارات - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 19:45 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

محمد صلاح يؤكد سعادته بفوز فريقه على ساوثهامتون

GMT 12:49 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

اكتشاف 4 مقابر لأطفال في أسوان أحدهم مصاب بشكل خطير

GMT 19:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:34 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

أحدث إطلالات جيجي حديد في اول ظهور لها في نيويورك

GMT 20:55 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

4 وفيات اثر حادث تصادم على الطريق الصحراوي

GMT 15:33 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

أنواع فيتامين "الأوميجا" تعمل على تغذية الجسم

GMT 14:42 2013 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

وحيد حامد في ضيافة خيري رمضان في برنامج "ممكن"

GMT 19:05 2014 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

3 تطبيقات مجانية لمراقبة أداء أجهزة "آيفون"

GMT 14:49 2013 السبت ,06 إبريل / نيسان

الإعلام يساهم في تغير المجتمعات نحو الأفضل

GMT 10:43 2013 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة : غسل اليدين يزيد الطالب تفوقاً

GMT 00:49 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أفضل عطر نسائي للمرأة العاملة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates