أيادي الإمارات البيضاء

أيادي الإمارات البيضاء

أيادي الإمارات البيضاء

 صوت الإمارات -

أيادي الإمارات البيضاء

ناصر الظاهري
بقلم :ناصر الظاهري

كم هو فرح هذا الوطن بعودة أبنائه، وفرح أكثر لأنهم أنجزوا مهمتهم بشرف لإحلال السلام، وعودة الشرعية لإخوان وأشقاء من أرض اليمن الذي لم يعد سعيداً كما كان، عاد أصحاب الأيادي البيضاء التي لم تلطخ بغير فعل الخير، وتأمين روع الناس، وحماية أرواحهم وأموالهم، ولتدم أرض اليمن عربية خالصة كيفما خلقها الإله القدير، وكيفما كانت إرادة اليمنيين على الدوام عبر التاريخ، عاد أبناء الإمارات جنوداً وعسكريين ومدنيين وعاملين في الميدان، وأطباء ومسعفين ورجال دفاع مدني، ومساهمين ومتطوعين من هيئة الهلال الأحمر، وغيرهم من مختلف القطاعات العديدة. عاد أبناء وبنات الإمارات العاملون في اليمن بعد انقضاء مهمتهم التاريخية، مسطرين أروع المثل، وأكرم البطولات، بعدما ودعوا زملاء لهم قضوا نحبهم هناك على تراب اليمن شهداء الواجب، والحق والشرعية، وكيف هي معاني الأخوة والصداقة الحقيقية حين يستدعيك شقيق هو في أمسّ الحاجة لتأمين أساسيات الحياة الكريمة، أمنه، وطعامه وشرابه، غير أن الإمارات كانت تدفع باتجاهات عديدة، دفع دبلوماسي، وإعانات مالية كبيرة، وتواجد ميداني لجنودها وأبنائها في مختلف القطاعات المدنية والعسكرية. كانت الأيادي البيضاء ممسكة بالزناد خوفاً على العباد، وأياد بيضاء أخرى تعمر المنازل والمدارس، تطبب وتعالج، حتى في عز الحرب، أقامت الإمارات أفراحاً للذين أرادوا الزواج لكي يبقى الإنسان اليمني قادراً على الحياة وسط الرماد، وقادراً على صنع الفرح من بين أحزانه، لم تترك حالات إنسانية تطلّب نقلها إلى الخارج للعلاج، فأمّنت لهم علاجاً في الإمارات أو خارجها.
بالأمس، كان مشهد أبناء وبنات الإمارات العائدين لوطنهم، بعد ما أمّنوا بلدهم الثاني اليمن مهيباً، وغير قابل للوصف، ثمة كبرياء، ولحظات من التاريخ حين تؤدي منجزك الإنساني بشرف عالٍ، وثمة هيبة لذلك الحضور الذي شرفه أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات، وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد الذي كان يشرف على كل ما يجري في الميدان، ويتابع جنوده هناك، متابعة القائد والوالد، لا أدري حينما استعرض حكام الإمارات القوة العائدة من اليمن، وحين وقفوا أمام علم الإمارات لأخذ تلك الصورة التاريخية، تذكرت لحظات رفع المؤسسين ذلك العلم بألوانه الأربعة لأول مرة، بعض اللحظات التاريخية هي التي تفرض مجدها، ووقفة عزها، فلا يملك الجسد إلا تلك الرعدة والقشعريرة التي لا تأتي إلا حينما يرفرف علم الوطن أو حين يذكر الوطن بالفخر، ومعنى الشرف، ولا يصبح القلب إلا خافقاً، وكأنه يريد أن يفلت من قفصه الصدري، لا تسعه الأرض على رحبها، عاشت الإمارات.. وعاش ما فعلت وقدمت وضحّت وخدمت، وعاش أبناؤها الذين ضحوا من أجل ندائها، غير ناسين وصيتها لهم: لتكن أياديكم بيضاء بفعل الخير، ومعنى الشرف، ومعنى الإمارات.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيادي الإمارات البيضاء أيادي الإمارات البيضاء



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 19:45 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

محمد صلاح يؤكد سعادته بفوز فريقه على ساوثهامتون

GMT 12:49 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

اكتشاف 4 مقابر لأطفال في أسوان أحدهم مصاب بشكل خطير

GMT 19:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:34 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

أحدث إطلالات جيجي حديد في اول ظهور لها في نيويورك

GMT 20:55 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

4 وفيات اثر حادث تصادم على الطريق الصحراوي

GMT 15:33 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

أنواع فيتامين "الأوميجا" تعمل على تغذية الجسم

GMT 14:42 2013 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

وحيد حامد في ضيافة خيري رمضان في برنامج "ممكن"

GMT 19:05 2014 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

3 تطبيقات مجانية لمراقبة أداء أجهزة "آيفون"

GMT 14:49 2013 السبت ,06 إبريل / نيسان

الإعلام يساهم في تغير المجتمعات نحو الأفضل

GMT 10:43 2013 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة : غسل اليدين يزيد الطالب تفوقاً

GMT 00:49 2020 الجمعة ,25 أيلول / سبتمبر

أفضل عطر نسائي للمرأة العاملة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates