فرع النباتيين
آخر تحديث 16:14:23 بتوقيت أبوظبي
الثلاثاء 28 كانون الثاني / يناير 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

فرع النباتيين

فرع النباتيين

 صوت الإمارات -

فرع النباتيين

بقلم : ناصر الظاهري

حين تقرر سهيلة فجأة بعد عمر ليس بالقصير في أعمال التخبيص والهشم، واستطعام اللحم الذي يجاور العظم، أن تتحوَّل من «آكلي اللحوم» إلى المراعي والبراري والقفار، وتستطيب في أكلها الفواكه والخضار، ونصبح نحن وأولادها مشاريع هياكل مثل «غاندي»، وتمنع عن صغارها أكل «الكاندي»، وتحرمني أنا كزوج غير مخلص يحب «القوزي والمندي»، وتحكم علينا أكل اليخضور، وأنواع الحبوب والقشور، وكأننا سنستعد لرحلة فضائية، والآن في حصة تدريبية، حتى اشتهينا التجوال في الشوارع لرؤية إعلانات «الهمبرغر والكوارع»، في حين ترضف هي الغشوة غشوتين، لكي لا تلمحها هي بالعين، فهي اليوم مبتعدة، وعن الدسم ملتهية، وغير مستعدة، فلا ترى من الدنيا إلا الشجر والخضرة والأوراق، ولا تلحظ من الجبال إلا القمم وخضر السهول والهضاب، حتى أصبح فطورنا مثل فطور اليابانيين ماء فاتر، وطحالب لا نعرف أين نبتت، وعصائر أشبه بمحصول البرسيم والجت، وإذا طال صبرنا، وبلغنا حدنا، وجاء الغداء، فإذا هو أشبه بالفخّارة، وكأنها تنقط علينا بالقطّارة، معددة الفوائد من كالسيوم وماغنيسيوم وفيتامينات تجلب النظّارة، وتقوي الشطّارة، فنقوم وقد شبعنا من الكلام، ورضينا به عن لذيذ الطعام، منتظرين العشاء على أحر من جمر الغضا، فإذا به عجائن ولدائن، خالٍ من اللحم ومن الشحم والدسم، ولا يشبع الرضيع، ولا يدفئ الوجيع، لا للعود صالب، ولا للروح شفيع، فقررنا أن نبيت على الطوى، ولا نقبل بأكل الهواء، فعقدنا اجتماعاً على مستوى القاعدة، وقررنا أن نغير أصناف المائدة، فتحايلنا على سهيلة وخططها النباتية، ووضعنا خططاً عظامية، تنبح لها كلاب الحارة، وتئن لها قطط الجارة، ووضعنا عريضة كلها مكر وحيلة، وتلبسنا أثواب التقوى، وأضفينا علينا من حلل الإيمان، ودموع الشكوى، وحين وضعناها في زاوية «اليك»، وفاجأناها بمسألة العيد والأضحية، خاصة أنها الصوامة اللوامة تردف رمضان بالست الصبر، ولا يفوتها الصوم المشبه بصوم الدهر، وتحرص على متابعة مشايخ الفضائيات على الجمر، فكيف لنباتية أن تختار ذبيحتها، وتشهد ذبحها وسلخها وتوزيع لحمها، وتحلي طرف فمها بدسمها، أسقط في يد سهيلة، وكادت أن ترتد عن دين الآباء والأجداد، وتتبع ملة العصر الجديد، وتعاليم حزب الخضر، ومناصري الطبيعة، وأنصار البيئة، فهي الآن في منزلة بين المنزلتين، إما الخضار وعروق النبات وإما الأولاد والبنات، فحنّت، ثم لانت وغنّت، وقبلت بقطيع الأسود الجائعة، وأسراب الكواسر الهائمة.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فرع النباتيين فرع النباتيين



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 20:08 2018 الأربعاء ,23 أيار / مايو

طريقة تحضير السبرنغ رول بالخضار

GMT 13:02 2018 الثلاثاء ,03 إبريل / نيسان

المعلمون يعلنون عن أهمية التعلم في الهواء الطلق

GMT 23:21 2016 السبت ,16 إبريل / نيسان

آبل تستعد لبيع هاتفها المليار

GMT 16:04 2016 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

شروط جديدة للراغبين بشراء الوحدات العقارية على الخارطة

GMT 13:41 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

تراجع أعداد الحشرات يُهدّد بحدوث انهيار للطبيعة

GMT 00:46 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إبراهيم عيسى يؤكد أن حراسة النصر مسؤولية كبيرة

GMT 15:56 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

"سم العناكب" يعالج أحد أخطر أنواع السرطان

GMT 14:54 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تطبيق الرسائل الخاص بـ"فيسبوك" يختبر ميزة جديدة

GMT 15:13 2015 الأربعاء ,28 كانون الثاني / يناير

عزيزة يدير ندوة عن مسرح سلماوي في معرض القاهرة

GMT 14:37 2015 الجمعة ,30 تشرين الأول / أكتوبر

أمطار متفرقة على منطقة جازان في السعودية

GMT 08:53 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

صدور "نادى السيارات" للروائى علاء الأسوانى

GMT 22:58 2013 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

صدور 3 كتب عن تاريخ المغرب وشمال أفريقيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates