كثيرون شربوا من الغدير

كثيرون شربوا من الغدير

كثيرون شربوا من الغدير

 صوت الإمارات -

كثيرون شربوا من الغدير

بقلم : ناصر الظاهري

لو نحصي عدد الكذابين والأفاقين والخرّاصين والمتملقين الذين مروا علينا، في وقت نعيمنا، وسعة حياتنا، لا في وقت فقرنا ومحنتنا، وشربوا من غدير مائنا، وقبل أن يرحلوا نجسوا ماء الغدير، كثيرون كانوا، وكثيرون مروا، وكثيرون رحب بهم، وأفسحت لهم المجالس، وكانوا يقولون شيئاً في الصديق، ثم تقولوا علينا، كنّا نعدهم من أهل الدار، فعابوا الدار، وذموا أهلها،

كثيرون، بعضهم نسيناه لولا أدرانه على الطريق، وبعضهم تغاضينا عنه، لولا أنه ما زال ينعق على خراب نفسه، ويتكسب على خرائب الآخرين، كثيرون جاءوا هنا، وعديناهم من الأشراف لمعسول كلامهم، وعديناهم من المخلصين لمرأى أفعالهم، لكنهم ما إن شطحوا نطحوا، بعضهم كانت لهم أبواب بيوتنا كعادتها مشرعة للغريب والبعيد، لكنه ما إن دخل عتبة الباب حتى هتك أسرار البيوت، وبات يقول فينا الشينة، ويتغاضى عن الزينة، بعضهم جاء إلى هنا، وكان يمكن أن تعد أضلاعه من خلال ثيابه المهلهلة، ولَم يخرج إلا منفوخاً بالكذب والورم والشحم، ولَم نطلب منه كلمة شكراً، فقط كان يكفي لو ظل لسانه عفيفاً، ولَم يفحش، أي معروف نريد من شخص حضناه سنين طويلة، وأكل من زادنا، وربى أولاده هنا، وتعلموا هنا، ولَم نطلب منه مقابلاً غير ذكر الخير، وعدم نكران المعروف، وما إن تركنا حتى رمح كل خير، ونسى كل معروف، وصار يكيل صاع الخير، صاعين من الشر.

وحين نريد أن نعرف السبب، هل العيب فينا، لأننا نمد يدنا، ونقدّم خيرنا، ونفتح صدورنا، ونعامل الناس بأخلاقياتنا وطبيعتنا، وفطرتنا الإنسانية الباقية؟ أم العيب في النفوس المريضة التي وإن عالجتها بالإحسان إليها، أنكرت وجحدت وعضت اليد، ولا تكتفي، بل تفتري عليك، وتعيبك، وتعيب أرضك التي حمتهم وأمنتهم وتقاسمت معهم لقمتها، وأغنتهم بعد جدبهم وجربهم؟ ليس مطلوباً منا أن نغير طبيعتنا الخيرة، لأن الآخر قابل الإحسان بإساءة، ونجس ماء الغدير بعد ما شرب منه، وإلا نكون قد أعطينا الشر منفذاً لهذه الحياة، ووسعنا رقعة الأشرار على هذه الأرض، وخذلنا راية الحق والخير.

ليس من عادتي أن أعد الأسماء، فهم «عابرون في كلام عابر»، وهم طارئون على الوقت، فلا نجعلهم أكبر همنا، ولا مبعث غضبنا، فكلاب الحوءب العاوية كثر، لكن قافلة الخير تمضي، ففي الحياة أخيار مثلنا، وشرفاء مثل غيرنا، والإمارات أرض الخير سائرة نحو ركب التحضر والرقي، ولن تخلف وراءها إلا كثيراً من النابحين والحاقدين والكذابين والذين دللناهم مرة على غدير الماء عندنا، فشربوا منه، ولَم يكتفوا...

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كثيرون شربوا من الغدير كثيرون شربوا من الغدير



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 02:40 2025 الثلاثاء ,14 كانون الثاني / يناير

أخطاء شائعة تؤثر على دقة قياس ضغط الدم في المنزل

GMT 13:33 2017 الأحد ,24 أيلول / سبتمبر

مقتل صحافية أميركية وأمها السورية في تركيا

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 07:44 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ليفربول يرغب في تخطي عقبة مضيفه باريس سان جيرمان الأربعاء

GMT 21:53 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

فائدة النعناع لعلاج احتقان الانف والتهابات

GMT 00:26 2020 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

توقيف زوج الفنانة نانسي عجرم بعد قتله لصا مسلحا

GMT 06:46 2019 الأربعاء ,10 إبريل / نيسان

غسل الشعر بواسطة البلسم فقط

GMT 15:28 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

الفساتين الصيفية" لإطلالة شاطئ مشرقة وأنيقة"

GMT 06:03 2014 الثلاثاء ,19 آب / أغسطس

افتتاح معرض كاريكاتير "نرسم لغزة" في رام الله

GMT 05:42 2015 الأحد ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

الأحذية المدببة تتربع على عرش موضة الربيع لموسم 2016
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates