بقلم : ناصر الظاهري
كانت أمسيات وأماسي ولقاءات وملتقيات ضمتنا في ذلك المبنى الجميل الذي يتربع على قلب العاصمة بحب، أعادني إليه مساء أمس ملتقى الكتاب بمشاركة الشاعرة والمخرجة «نجوم الغانم»، والفنانة عازفة القانون «نغم دعبل» في قراءات شعرية وقصصية تتناغم معها تلك الموسيقى الخارجة من بين أصابع تتراقص بفرح على آلة القانون، لتضفي على المكان هالة من الروحانية الدافئة.
غير أن الجميل ذاك الحضور المميز لقصر الحصن ببهاء ثوبه الجديد، واحتضانه مبنى المجمع الثقافي العتيد في تعاضد جميل بين الحداثة وبين الأصالة في فضاء ثقافي مفتوح على الجهات الأربع، سامحاً للريح والنور والأصدقاء بالعبور، تلك التحفة الجديدة والمجددة والتي كانت وراءها سمو الشيخة مريم بنت محمد بن زايد، بتلك اللمسات المعمارية والفنية في تناغم مذهل بين الجديد والمستقبل وبين القديم والإرث الأصيل، بحيث تماهي الحصن بالمجمع بالمدينة، لكنك قادر أن تميز، وتقرأ التفاصيل.
تذكرت في تلك الليلة أناساً جميلين مروا على هذا المبنى من شعراء وكتّاب وسياسين وفنانين، عطّروا المكان بجميل قصائدهم وأشعارهم وألوانهم وأفكارهم، وهنا بقدر ما تسمح به الذاكرة، رسول حمزاتوف شاعر روسيا العظيم، نزار قباني، عمر أبو ريشة، محمود درويش، سميح القاسم، عبدالرحمن الأبنودي، مارسيل خليفة، وشعراء لبنان جوزيف حرب وطلال حيدر ومحمد علي شمس الدين.. وشعراء العراق الجواهري، البياتي، لمعية عباس عمارة، والصكار.. ومن اليمن البردوني والمحضار، وغيرهم كثير، ومثلما حضر الأفراد حضرت في ذلك المجمع دول من مختلف العالم جاءت بكل ثقافتها وإرثها الإبداعي، وكان هناك مفكرون وسياسيون ورجال دين، وكما وجب ذكر من مرّ على هذا المكان، لابد من واجب الصدق والوفاء ذكر من عملوا في تلك السنوات الطوال، معالي أحمد خليفة السويدي وابنه محمد، وعبدالرحيم محمود، وخلفان مصبح، وأحمد حمدان، وبومجيد، وميسون صقر القاسمي، ود. ريم المتولي، وخلود الجابري، وأحمد راشد ثاني، وجمعة عبدالله القبيسي، ومحمد راشد المزروعي، ود. وليد عكّو، ومسعود أمر الله، والمرحوم محمد خلف المزروعي، وغيرهم الكثير.
أمنيتي على هذا المكان أن يجعل في مبناه قاعة تضم تاريخ المجمع ومن مر به من أفراد وبلدان وأحداث، مثل افتتاح دورات المجلس الوطني الاتحادي، وافتتاح دورات مجلس أبوظبي الاستشاري، وخزين الصور وأهم المشاريع الثقافية الناجحة، والأهم مقتنيات المجمع الفنية الثمينة.
شكراً.. لتلك الأمسية ولمنظميها لأنها أعادت لنا الكثير من الحنين، وغربلة الذاكرة التي ما زالت طرية بعبق ذاك المكان الذي دخلته لأول مرة حافياً عام 1968.
نقلا عن الاتحاد