تذكرة وحقيبة سفر 2

تذكرة.. وحقيبة سفر -2-

تذكرة.. وحقيبة سفر -2-

 صوت الإمارات -

تذكرة وحقيبة سفر 2

بقلم : ناصر الظاهري

اليوم.. اختلفت الأمور عن أيام الإضبارة والملفات العتيقة المتراكمة غبرتها، مثل دفاتر تاجر مفلس حَدّته الظروف إليها ينبش فيها حسابات البيدر، أيام كانت الدول «الثورجية» ترمي بجوازات الدول «الرجعية» بطول اليد، والجواز الخليجي يظل عالقاً أو مركوناً جانباً على هيئة هرم خليجي بجوازات سوداء وزرقاء وخضراء وحمراء، حتى يقوم واحد من إخوان شمّا و«يبهنس» ذلك القابع خلف الشباك الزجاجي، أما السالكون والمترددون فيأخذون الطريق من أولها، ينصفون صفحات الجواز بنوط أخضر، فيخرج ضابط بنجوم مطفية يقودهم إلى الباب، لا تفتيش حقائب، ولا يكتبون لك الكاميرا والساعة والخاتم في الصفحة الأخيرة من الجواز.

الآن جهاز إلكتروني يتلامع، ولا تعرف من يلغمه بالمعلومات عن بُعد، ولا من يتعامل معه تلك اللحظة، بحيث يمكن أن تدخل عليك تهمة من حيث لا تدري، فالأمور في عصرنا الأغبر مختلطة، ولا تعرف من تصدق؟ الذي يصلي ويُفجر ويفجّر أو الذي يدّعي، ويدعو لدعوة جاهلية أو ذلك المتمسكن الذي تأكل الدجاجة عشاءه، وبعدها تجدهم يتزاحمون على صفوف قيادة الجماعات وفروعها العنقودية، بحيث لا يعرف أحد عن أحد، وهنا تتشابه الهويات والهيئات، وتختلط الأسماء ما حُمّد منها، وما عُبّد، والهواتف تسرق، والجوازات تُقلّد وتزيف، وتعال عاد اصبر حتى يظهروا اسم أمك المختلف، لأنها الوحيدة التي تشهد ببراءتك، وتبرئ جنابك.

لذا يظهر شعور الرهبة والتخوف والتوجس عند الكثير من الناس أثناء عبور ذلك الخط، والمكوث أمام ذلك الشباك الزجاجي، «مساوين» من الخوف بين دولة حرة، مستقلة، ذات سيادة مثل فنلندا، وبين دول مطاراتها مثل نقاط الحدود البريّة النائية.

المهم في ذلك المطار الألماني، الذي يشبه مبنى وكالة سيارات المرسيدس، هي سحبة واحدة للجوار الأزرق على جهاز التعرف والقراءة للجوازات بيد ذلك الشرطي الألماني الماهر، حتى افتر ثغره، وصاح بإنجليزية لا أستطيع أن أقول عنها، إلا أنها أفضل من «إنجليزيتي» التي تتراجع من عام لعام: «العين»! ونحن عاد إذا سمع الواحد منا العين، تقول، «ماخذين الدوري والكأس» في موسم واحد، هزيت رأسي، يغالبني شعور بالأمن، يمازجه كثير من الفخر، وبقي يمدح في العين التي زارها لمدة أسبوع، واستمتع بواحات النخيل وكثبان الرمل، ومزايا الفندق وخدماته، وأنا مثل الذي تسقيه عسلاً على الريق، وكان بودّي أن أضيف، لكن الشرطي «العيناوي»، كان مندفعاً، وهو يعبر عن تجربته في تلك الزيارة، وأنه عازم أن يأتي يوماً، وكدت أن أتبرع، وأعزمه عزيمة أهل «ذيك الدار»، لكني أحجمت في آخر لحظة، حتى سمعت ذاك الختم يرّن على الجواز الأزرق مع ابتسامة ألمانية مختلفة، تبدو أنها ظلت ترافقني من ذلك الشباك الزجاجي الشفاف، حتى نداء أربطوا الأحزمة.

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تذكرة وحقيبة سفر 2 تذكرة وحقيبة سفر 2



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 17:50 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 20:33 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

تتخلص هذا اليوم من بعض القلق

GMT 11:57 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 01:57 2019 الجمعة ,25 كانون الثاني / يناير

انشغالات متنوعة التي ستثمر لاحقًا دعمًا وانفراجًا

GMT 01:57 2015 السبت ,03 كانون الثاني / يناير

الفنانة مي كساب تصوّر مسلسل "مفروسة أوي"

GMT 01:19 2014 الثلاثاء ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

استعد لتسجيل أغاني قديمة وحديثة لألبومي الجديد

GMT 11:27 2016 الأربعاء ,27 كانون الثاني / يناير

جرأة وروعة الألوان في تصميم وحدات سكنية عصرية

GMT 22:04 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

جزيرة مالطا درة متلألئة في البحر المتوسط

GMT 21:59 2013 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

نشطاء على الفيس بوك يقيمون يومًا ترفيهيًا للأطفال الأيتام

GMT 09:20 2016 الأحد ,03 إبريل / نيسان

متفرقات الأحد

GMT 18:47 2013 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الصين تعرض تصدير 3200 ميغاواط من الكهرباء لباكستان

GMT 04:37 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة حديثة ترصد أهم خمسة أشياء تؤلم الرجل في علاقته مع شريكته

GMT 21:22 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

مستقبل زيدان "في مهب الريح" للمرة الأولى

GMT 18:49 2020 الثلاثاء ,16 حزيران / يونيو

28 موديلا مختلفا لقصات الجيبات

GMT 04:49 2020 السبت ,18 إبريل / نيسان

تسريحات رفع ناعمة للشعر الطويل للعروس

GMT 03:10 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

مي عمر تنضم لمسلسل محمد رمضان "البرنس" رمضان المقبل

GMT 02:53 2019 الأحد ,08 أيلول / سبتمبر

إطلاق مجموعة "لاكي موف"من دار "ميسيكا" باريس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates