لا يبالون بسواد الوجه

لا يبالون بسواد الوجه

لا يبالون بسواد الوجه

 صوت الإمارات -

لا يبالون بسواد الوجه

بقلم : ناصر الظاهري

ليس غير في بلداننا العربية والإسلامية المنكوبة، والمحسوبة على الحضارة الإنسانية، تجد المستأجَرين والمأجورين في كل صغيرة وكبيرة، في الحزب تجد أشخاصاً ليس لديهم مهمة في الحياة إلا التصفيق أثناء خطابات الزعيم، وتجد أشخاصاً موكلين بمهمة الهتاف أثناء ما يأخذ الزعيم نَفَسه بين كلمات الخطاب المكتوب له بصعوبة ومشقة عليه، يظهر فجأة شخص كان جالساً بجانبك، وكنت تعتقد من تصاعد أنفاسه أنه متوعك أو لديه ضغط في الشرايين، وإذا به متحفز، ينتظر الدور الموكل له على أحرّ من الجمر، وحين تأتي ساعته يقف ويصيح بأعلى من عنده: «بالروح بالدم نفديك يا زعيم»، هناك مستأجرون وغير مأجورين على إحسانهم، يسيرون في الجنازات، وبين لحظة وأخرى يصيح: «أذكروه»، وآخر من نفس مرتبة «الكومبارس» يصيح بعده: «استغفروا للمرحوم.. واذكروا محاسنه»، هناك مستأجرون أيضاً يجلبهم القرّاء، وحفظة القرآن معهم، مهمتهم الأداء بإخلاص وإيمان ظاهر، والتهليل للقارئ فيما يتيسر له من آي الذكر الحكيم، فتجده يصيح فجأة أثناء القراءة: «الله» أو «الله أكبر»، وآخر يكمل الدور: «الله يا مولانا»، نفس هؤلاء يخرجون من مأتم أو مالد، ويذهبون لحفلة مغن أو مغنية، فيظهرون في تسجيلات حفلاتهم الغنائية، وهم يرددون: «الله أكبر يا ست.. عظمة على عظمة»، دون أن يدري أن «عظمة على عظمة، تجتمع الكلاب»، أو تسمع زميله الذي لا يعرف عنه، وهو يصيح: «أعد.. أعد»، فيلمحه المطرب، ويحاول الاعتذار، ويجر في أعصاب حباله الصوتية، ويظل يعيد ويعيد، هناك أيضاً غير الهتّيفة والصرّيخة والمعدداتية، هناك «الشبيحة»، هؤلاء مهمتهم تقبع في تلك البدلة المزنرة عليهم، وأجساد البغال التي يرتعون فيها، وهي مصدر رزقهم، هؤلاء مهمتهم دفع الناس، والتلويح بالأيدي للناس للابتعاد، وإفساح الطريق لذلك الشخص المهم، وحماية الفنان من جمهوره، والحفاظ على لمّة وغلّة الراقصة ذلك الْيَوْمَ، وتأمين وصول جسدها المترهل محطته الأخيرة، وقد أصبحت لهم مهام جديدة وفق أنظمة الشركات المتعددة الجنسيات، وهي الحفاظ على أمن وسلامة السائح الخليجي أو النفطي العربي أو بائع الأسلحة الأفريقي، وخلق مشهد الأهمية الاجتماعية لشخصية لا يمكن أن ينظر لها الأوروبيون والمتحضرون إلا أنها شخصية غير سويّة اجتماعياً، وتريد خلق أهمية لها في الحياة على حساب أهمية العقل والأنسنة والمكانة التعليمية والمهنية، هناك نساء مستأجرات لفيض مزيد من الدمع على مشكلة يراد لها التأنيث والتأثير، نساء بكاءات، أرامل حزاني، دموع عيون للإيجار تعار، وآخر هؤلاء البشر الذين ابتلينا بهم وابتلت بهم أمة محمد، السبابين والشتامين وأصحاب الوجوه السود الذين لا يعرفون الحياء، أنه نصف الإيمان، ولا المنكر ولا العيب، مهمتهم التغريد بمسبة، وذكر الأعراض، والتعييب على خلق الله، والدس والقذف على أي شخص؛ معارض سياسي، مختلف في الرأي أو المذهب أو الدين أو الطائفة أو مشجع نادٍ خصم. وسائط التواصل الاجتماعي خلقت فرص عمل، لمن لا عمل لهم، سوى تكرار القيء، والفرح بمهنة «الدلال» العصري الذي يقود ويفتل ويطحن ولا يبالي بسواد الوجه، بعض من هؤلاء يقوم بدوره لغاية في نفسه التي تحب تلطيخ الآخرين، وتدنيس أثوابهم الطاهرة، وثلم شخصياتهم المبهرة، وكأنه يعتقد أنه إذا حط من قدر الآخرين، رفع من شأنه!

أيد وعيون وألسنة للاستئجار لكل المناسبات، ولكل المناطق، ووجوه لا تبالي بسواد الوجه!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا يبالون بسواد الوجه لا يبالون بسواد الوجه



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 04:59 2024 الثلاثاء ,24 أيلول / سبتمبر

علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات
 صوت الإمارات - علاقة مفاجئة بين شرب القهوة وبناء العضلات

GMT 15:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

تغير المناخ المستمر يشكل خطرًا على التوازن البيئي للطيور

GMT 17:51 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أشهر المطاعم العربية الحلال في جنيف

GMT 18:46 2013 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

"سوني" تطرح بلاي ستيشن 4 في عدد من الدول

GMT 13:10 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق المؤتمر الدولي للحد من الزئبق

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

أفكار بسيطة لتجديد المنزل بأقل التكاليف الممكنة

GMT 23:13 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

الإضاءة الداخلية عنوان في هوية المكان

GMT 20:50 2013 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إنفاق 237 مليار دولار سنويًا لدعم الطاقة في الشرق الأوسط

GMT 05:53 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسطنبول مدينة رائعة تحضن كل الأمزجة التي تنبض بالحياة

GMT 09:41 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

بحث مشاريع الطاقة بين الأردن ومصر والعراق

GMT 19:07 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة بطلة فيلم "لوليتا"

GMT 03:55 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إشادة كبيرة من الجمهور المشارك في حفل "الماسة كابيتال".

GMT 01:26 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير تشيز كيك التفاح بطريقة سهلة وبسيطة

GMT 10:14 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

إخراج عنكبوت صغير مِن أعماق أذن امرأة فيتنامية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates