ذكريات كروية 1

"ذكريات كروية" -1-

"ذكريات كروية" -1-

 صوت الإمارات -

ذكريات كروية 1

بقلم : ناصر الظاهري

بمناسبة مباريات كأس العالم نسترجع ذكريات كروية قديمة، مر عليها لاعبون وأساطير وانتصارات عظيمة وخسائر قاتلة، هي صورة فريق «الفريج» التي مضى عليها أكثر من أربعين عاماً ويزيد، صورة لصغار شعث غبر بالأبيض والأسود لصف فريق كرة قدم لم تكن منفوخة بالمعيار التحكيمي، بل عبئت من «بامب سيكل دبل»، كان ملصقاً بإحدى الدراجات الهوائية لأحدنا، «الفانيلات والهافات» بألوان مختلفة تقريباً، اشتراها كل منا من مصروفه من دكان «رمضون» الذي بدأ عمله «حَوّاي» في الحارة، كنا 13 لاعباً في أعمار مختلفة، وأطوال مختلفة، كانت صورة باهتة صورناها عند العكّاس الذي فتح محلاً جديداً سماه «استوديو ساحل عُمان».

بعد تلك الصورة لعبنا مباراة انهزمنا فيها بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، احتج عليه الفريق الفائز، في حين ألقينا اللوم على حارسنا الذي كان مرماه شبه مشّرع لهجمات الفريق المنافس، وعلينا تحمّل كل السخرية التي سنتعرّض لها طيلة أسبوع بأكمله، وحتى نأخذ ثأرنا منهم في المباراة المقبلة، لكن هذه المرة المقبلة لم تكن لصالحنا دائماً، رغم اللعب والصمود الذي أبداه فريقنا، لأن النتيجة كانت لصالحهم بهدفين لهدف، ظل فريقنا يتعكز، ولم نفز بمباراة إلا بعد أن أصبحت «فانيلاتنا وهافاتنا» الرياضية ملحاء، وطار صبغها، ومُحيت أرقامها التي كتبناها بخط رديء على ظهورنا، وكبرت أقدامنا على قياس الأحذية الرخيصة التي اشتراها بعضنا، أما البعض الآخر فكان يلعب حافياً على ذلك الملعب الرملي بعارضاته التي كنا نغرسها بشكل مؤقت في الأرض.
اليوم حين أقلّب نظري في تلك الصورة بالأبيض والأسود الباهتة، التي تقصفت وكادت تذوب بعض ملامح اللاعبين القدامى، والتي أخذها على عجل ذلك العكّاس غير الماهر في زاوية من «استوديو ساحل عُمان» الجديد، أحاول اليوم أن أتذكّر الجميع، لأعرف أين ذهب أعضاء ذلك الفريق المنهزم كثيراً، بادئاً بـ «كابتن» الفريق ومدربه في آن واحد، والذي لم يكن يعرف إلا أن «يشوت» الكرة عالياً أو بـ«البوز»، تلك كانت مهارته الوحيدة، إضافة إلى بداية خط شاربه البارز الذي أعطاه ميزة الأمر والنهي، هو اليوم سفير في بلاد بعيدة، أما الحارس الذي كثيراً ما كنا نحمله هزيمة الفريق من تلك الكرات السهلة التي تتسرّب من بين يديه أو قدميه، فهو موظف شبه متقاعد، لكنه مواظب على أشيائه القديمة، لعب الورق ومشاهدة مباريات كأس العالم القديمة، وشرب شاي الحليب «الكرك» مساءً، أما «الباك» الطويل، فقد أتعبته الحياة، وغرَّبته حياة المدينة الجديدة وغاب فيها، وبالكاد نسمع عنه شيئاً، لقد أصبح لائثاً في «بانكوك»، أما لاعبا الـ «هاف باك»، فواحد يعمل ضابط صف في الجيش، والآخر شرطي متقاعد، ونكمل غداً أعضاء ذلك الفريق الذي يشبه كثيراً المنتخبات العربية في كأس العالم..

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ذكريات كروية 1 ذكريات كروية 1



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 15:23 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

تغير المناخ المستمر يشكل خطرًا على التوازن البيئي للطيور

GMT 17:51 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على أشهر المطاعم العربية الحلال في جنيف

GMT 18:46 2013 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

"سوني" تطرح بلاي ستيشن 4 في عدد من الدول

GMT 13:10 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق المؤتمر الدولي للحد من الزئبق

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,01 شباط / فبراير

أفكار بسيطة لتجديد المنزل بأقل التكاليف الممكنة

GMT 23:13 2016 الإثنين ,18 إبريل / نيسان

الإضاءة الداخلية عنوان في هوية المكان

GMT 20:50 2013 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

إنفاق 237 مليار دولار سنويًا لدعم الطاقة في الشرق الأوسط

GMT 05:53 2017 الثلاثاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

إسطنبول مدينة رائعة تحضن كل الأمزجة التي تنبض بالحياة

GMT 09:41 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

بحث مشاريع الطاقة بين الأردن ومصر والعراق

GMT 19:07 2019 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

وفاة بطلة فيلم "لوليتا"

GMT 03:55 2019 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

إشادة كبيرة من الجمهور المشارك في حفل "الماسة كابيتال".

GMT 01:26 2019 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

طريقة تحضير تشيز كيك التفاح بطريقة سهلة وبسيطة

GMT 10:14 2019 الخميس ,06 حزيران / يونيو

إخراج عنكبوت صغير مِن أعماق أذن امرأة فيتنامية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates