بقلم - ناصر الظاهري
علينا أن نفتح القوسين عن ضريبة فلسطين، فإن كانت مجهولة سابقاً، فقد أصبحت معلومة الآن، وتذكرها الذي نسيها وتناساها، وعلمها الذي كان يجهلها، وإن دارت الأيام وصار الذي لا تحمد عقباه، فسترجع ضريبة فلسطين حقاً لها ولهم، وواجب يلزمنا، وفرض علينا.
- في إحصائيات مثبتة كانت منظمة التحرير الفلسطينية تعد أغنى من الكثير من الدول العربية، ومع ذلك لم تنقطع يوماً المعونات والمساعدات لها من الدول الخليجية.
- عرفت الكثير من المنخرطين في المنظمات الفلسطينية المختلفة طوال السنين، ومن خلال المؤتمرات واللقاءات في الدول المختلفة، كانوا يتميزون بـ «السويترات السوداء» الجلدية نهاراً، وبالصرامة وعدم المزح؛ لأنهم كانوا يعتقدون أنه من المعيب على المناضل الضحك، والقضية لم تحلّ، والأراضي لم تحرر، غير أنهم يتخلون عن كل ذلك التبختر وتصنع الجدّية ليلاً، حين يبدأ هز الكتف، ثم يتلوه تحرك الخصر في مدن النضال العربية والأوروبية، هاتفين بالروح بالدم نفديك يا فلسطين.
- التيه اليهودي استمر أربعين عاماً، وخرجوا منه، لكن التيه الفلسطيني صار له سبعين عاماً، ولا أمل في آخر النفق، بعكس ما كان يقول الزعيم الفلسطيني الراحل «أبو عمّار».
- القادة والقيادات الفلسطينية المختلفة التقت «ماو» والتقت «هوشيه منه»، و«جيفارا» و«جمال عبد الناصر» و«تيتو» و«جواهر لال نهرو»، و«كاسترو» و«سوكارنو» وكل الثائرين الأمميين، ولم يتعلموا منهم أن معظمهم رحل نظيف اليد والجيب، كما يليق بثائر وزعيم تاريخي له قضية وطنية.
- القادة الفلسطينيون ينسقون مع الدول المعنية بدعمهم سياسياً ومالياً، لكن حين اتخاذ قرارهم المفصلي يتخذونه بأنفسهم، وعلى الشعب الفلسطيني، وخاصة الداخل، أن يدفعوا ثمن الخطأ وخطايا القادة النضاليين، وعلى الدول المانحة والصديقة والشقيقة والمهتمة بالقضية الفلسطينية أن يدفعوا ثمن معنى الشرف والمواقف النبيلة، منذ أيام الحسيني وتحالفه مع هتلر، وانتهاء بعباس وتحالفه مع الخط الإيراني.
- تتذكرون ذلك الشعار الذي رفعه المتظاهرون والغوغاء المسيرون بالمال وبزبد الخطابات السياسية الفارغة: «بالكيماوي يا صدام من الخفجي إلى الدمام»، ذاك الشعار لم يرفعه الشعب الفنلندي الصديق، ولا الدنماركي البعيد، ولا الإسرائيلي، بل صاغة الفلسطينيون للمظاهرات الحاشدة لرعاياهم وجالياتهم في دول المنطقة إبان اجتياح الكويت.
- كنت في زيارة للحرم الإبراهيمي في الخليل، ورأيت لافتة صغيرة جانبية مكتوباً عليها وقف «أسرة آل نهيان»، فقلت: الحمد لله، ومضيت أصلي ركعتي شكر في تلك البقعة المباركة بدعوات الجد الذي سمّانا مسلمين، وبجلادة أهلها الصابرين.
- كنت أتوقع من الرئيس «أردوغان» وتركيا، حينما قالت إنها تدرس استدعاء سفيرها في «أبوظبي» أن تسبقها خطوة مماثلة جبّارة، باستدعاء سفيرها لدى «تل أبيب»!