يا خال

يا خال ..

يا خال ..

 صوت الإمارات -

يا خال

ناصر الظاهري

لا يمكن أن تجلس مع الشاعر عبد الرحمن الأبنودي، من دون أن تسمع منه تلك الكلمة: «يا خال»، وكأنها صارت مع الأيام لازمة له، حتى من دوّن سيرته، وهو الصحفي محمد توفيق، سمى الكتاب «الخال»، التقيته في أبوظبي، وفي بيروت، وفي القاهرة، أول ما يتبادى عليك، لا يمكن أن تعتقد إلا أنه رمز للفلاح المصري، الصعيدي، البسيط، الفصيح، حتى بدلته الرسمية يفضلها واسعة كثوب الصعيدي الفضفاض، أما لهجته، ولكنته فقد ظلت محافظة على نغمتها، ونبرتها، وكأنه خرج من محافظة قنا قبل أيام، وكأنه لم يعش في القاهرة طوال خمسين عاماً، وكأنه لم يخالط النخب المثقفة من مفكرين وكتّاب وفنانين، ثمة شيء جميل في حياة الأبنودي يجعله منحازاً لذاته الأولى، لبساطة الصعيد، للطفل الذي فيه، ولا يريد له أن يتمدن أو يكبر أو يتكبر.

ولد الأبنودي في شهر أبريل، مثلما مات فيه، قبل 76 عاماً في قرية أبنود، بمحافظة قنا، أبوه كان مأذونًا شرعيًا، تزوج من المذيعة نهال كمال، ورزق منها بابنتين آية ونور، حينما ترك قريته، وانتقل لقنا، وجدت ضالته الإبداعية وهي أغاني السيرة الهلالية التي كان يسمعها من المدّاحين والمغنين، والقصاصين، وعازفي الربابة، فتأثر بها الأبنودي، وصاغ أشهر أعماله «السيرة الهلالية» التي جمعها من شعراء الصعيد، ولم يؤلفها، كانت انطلاقة الأبنودي القاهرة، حينما تعرف على عبد الحليم حافظ، وصاغ له أجمل الأغاني الوطنية والعاطفية، والتي تحمل نَفَساً مختلفاً، وأجواء مصرية نقية، تماشت مع نصرة الفلاح، وثورة الضباط الأحرار، وحكم عبدالناصر، رغم أنه سجن في عهده، إلا أنه كان يحبه ويحترمه، مثل: أغنية «عدا النهار»، و«أحلف بسماها وبترابها»، و«أحضان الحبايب»، وأغنية «تحت الشجر يا وهيبة»، و«عدوية»، لمحمد رشدي، و«مال عليّ مال»، لفايزة أحمد، و«عيون القلب»، لنجاة الصغيرة، و«آه يا أسمراني اللون»، لشادية، وأغانٍ لمحمد منير، وعلي الحجّار، أما أغنية «ساعات ساعات»، لصباح، فقد كنت معه ذات مساء في سهرة لبنانية، ومعنا الشاعرة خلود المعلا بعد مشاركتنا، وتكريمنا من قبل مهرجان «صور»، فغنتها مطربة مغمورة ليلتها، فعلقت أن «ساعات.. ساعات» من أجمل الأغاني، ودائماً ما تشعرني أنها ليست لصباح أو لم تخلق لتغنيها صباح، وكان هذا رأيي من قبل، دون أن أعرف من هو مؤلفها، فضحك الأبنودي، فقال: ياه.. طيب تعرف يا خال إن هذه الأغنية، للعبد الفقير، فقلت: هذه مدعاة لحبها أكثر، رحمك الله يا.. خال.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يا خال يا خال



GMT 06:29 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

عند الصباح: «حَيدروش»

GMT 06:28 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

عند الصباح: «حَيدروش»

GMT 06:27 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

ساركوزي في قفص القذافي

GMT 06:26 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

نعم يا سِتّ فاهمة... الله للجميع

GMT 06:25 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

المجتمعات المعنفة!

GMT 06:24 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

ثورة الاتصالات والضحايا السعداء

GMT 06:24 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

ماسك... رئيس الظل أم الرئيس المشارك؟

GMT 06:23 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

لبنان يستسلم لاختيار عون!

GMT 06:02 2025 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون
 صوت الإمارات - أسرار أبرز التيجان الملكية التي ارتدتها كيت ميدلتون

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 19:45 2018 الإثنين ,12 شباط / فبراير

محمد صلاح يؤكد سعادته بفوز فريقه على ساوثهامتون

GMT 12:49 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

اكتشاف 4 مقابر لأطفال في أسوان أحدهم مصاب بشكل خطير

GMT 19:26 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أخطاؤك واضحة جدًا وقد تلفت أنظار المسؤولين

GMT 11:34 2020 السبت ,19 كانون الأول / ديسمبر

أحدث إطلالات جيجي حديد في اول ظهور لها في نيويورك

GMT 20:55 2019 الأربعاء ,18 أيلول / سبتمبر

4 وفيات اثر حادث تصادم على الطريق الصحراوي

GMT 15:33 2018 الأربعاء ,02 أيار / مايو

أنواع فيتامين "الأوميجا" تعمل على تغذية الجسم

GMT 14:42 2013 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

وحيد حامد في ضيافة خيري رمضان في برنامج "ممكن"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates