روبوت القمة الحكومية

روبوت القمة الحكومية

روبوت القمة الحكومية

 صوت الإمارات -

روبوت القمة الحكومية

ناصر الظاهري

توقفت عند «روبوت» القمة الحكومية، وسبقتني فكرة فانتازية، لكنها قابلة للتحقق مستقبلاً، فأشياء كثيرة كانت في وقت من الأوقات نحسبها، وحسبها من قبلنا أنها خيالية، لكنها تحققت، وتراجعنا بعد مشاهدتها على أرض الواقع، وراجعنا أنفسنا، فمن قال عنها: بدعة، صمت، ومن قال: إنها من صنع «النصارى»، لم يلم نفسه حين استعملها.

الفكرة.. أن الإنسان الآلي سيحل من مشكلة التركيبة السكانية، بالتقليل من العمالة المستوردة بمشكلاتها الكثيرة، والتي لا تنتهي، بدءاً من استنزاف الطاقة واستهلاك المياه، واستخدام مرافق البنية التحتية، مروراً بالجرائم، والمخالفات القانونية، وانتهاءً بـ«هيومن رايتز»، واستغلال تقاريرها لخدمة الأحزاب السياسية في بلادهم.

المهم حينما يدخل «الروبوت» سوق العمل، فأول من سيختفي أغنية «بشكار أمي بنغالي»، وبالتالي سيرتفع رصيدنا من الحسنات في منظمة حقوق الإنسان، وسنتقدم خطوات في قائمة «أمنيستي» السنوية، وسيطرأ تغيير على حياتنا، فلا هروب شغالة نيبالية من كفيلها المواطن، ولا إندونيسية حامل، ولا أثيوبية باركة على صدر ربة البيت، ومطررة ثيابها، ولا فلبينية تريد تروح الكنيسة يوم الأحد، وهي تواعد ربيعها، ستختفي ظاهرة تحجيب الشغالات من الجماعات، وعمال المزارع سيكفون عن الهروب الجماعي، «إتم تدوّرهم في هالعزب، وهالسيح الوسيع، وهم عثرهم زابنين عند مقاول».

خلاص.. إنسان حديدي، كله أسلاك نحاسية غير قابلة للكسر أو الإغواء أو نفخ البطن، أو هناك روبوت محتقن، ومتأزم مثل باتاني ما سار بلاده من سنين، وآخر عهده بربات الحجال حلم طيف مرّ خطّافي، لا مطالبات برواتب متأخرة، وحقوق معطلة، ولا حجز جوازات عند الكفيل، ولا «ضربة شمس لعمال يشتعلون»، ودريول عفد على شغالة الجيران، كلها بطارية أن فضّت، لصّق هالروبوت في الجدار، وتعال له بعد ساعة.

لا مضغة خضراء «نسوار» مثل رشق الدجاج تطيح على غترتك وأنت مجفي، ولا «بان» أحمر في الشارع، يلوّع كبود المواطنين الكرام، ولا طبيخ آسيوي يفوح في المطابخ، ويعبج في الثياب، ويطلق في دلال القهوة، لا باصات مسيجة، ولا غرف عمال مكتظة، هالروبوتات حطهم مع سياكل العيال، وأخلص.

لكنني أتمنى أن لا يخرج علينا من بيننا، من لا يخاف ربه، ويرهقنا، ويلخّنا بفتوى غريبة: «إن الاختلاط بالإنسان الآلي حرام.. حرام، فهو بدعة العصر، وفتنة لنساء المسلمين، فتجنبي الاختلاط به أختي المسلمة، فهذا من صنع أهل الشرك والضلالة، يدخل بيوتنا، ويكشف عوراتنا!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روبوت القمة الحكومية روبوت القمة الحكومية



GMT 03:31 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

مفكرة القرية: تلة متحركة

GMT 03:31 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

هل ستتفتح زهور الصين وتثمر في أفريقيا؟

GMT 03:30 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

القطب التيجاني... وحماية المستهلك الروحي!

GMT 03:29 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

إصلاح مجلس الأمن وعوائق الدول الكبرى!

GMT 03:28 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

السعودية وثوابت القضية الفلسطينية

GMT 03:26 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

عن يمين وشمال

GMT 03:26 2024 الأحد ,22 أيلول / سبتمبر

عقول شيطانية وضمائر ميتة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 01:32 2018 الثلاثاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

طالبات مواطنات يبتكرن جهازًا للوقاية من الحريق

GMT 05:07 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

الفيصلي يقف على أعتاب لقب الدوري الأردني

GMT 08:12 2018 الأحد ,16 كانون الأول / ديسمبر

اكتشفي أفكار مختلفة لتقديم اللحوم والبيض لطفلكِ الرضيع

GMT 04:05 2017 الثلاثاء ,25 إبريل / نيسان

فريق "العين" يتوّج بطلًا لخماسيات الصالات للصم

GMT 04:55 2020 الثلاثاء ,15 أيلول / سبتمبر

أحمد زاهر وإبنته ضيفا منى الشاذلي في «معكم» الجمعة

GMT 18:24 2019 الأربعاء ,03 إبريل / نيسان

مجوهرات "شوبارد"تمنح إطلالاتك لمسة من الفخامة

GMT 05:40 2019 الأحد ,20 كانون الثاني / يناير

هبوط اضطراري لطائرة متوجهة من موسكو إلى دبي

GMT 22:49 2018 الثلاثاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

منزل بريستون شرودر يجمع بين التّحف والحرف اليدوية العالمية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates