محمد الجوكر
* هناك عبارة شائعة تقول «شاهد على العصر»، ونحن نقول شاهد أوروبا بالمجان في المجال الرياضي، وإذا كانت هناك حقيقة شاهد على العصر، في تاريخ الرياضة، فهي كثرة المسافرين هذه الأيام إلى أوروبا والعالم، للمشاركة في بطولات رياضية مختلفة، وهنا لا نقصد الرياضيين أي اللاعبين، بل نقصد كثرة الإداريين الذين لا علاقة لهم بالمشاركة.
ويكونون مجرد ضيوف شرف، ونجدهم أول المسافرون مع البعثات، ليس لديهم أعمال ووظائف يؤدونها، ونتساءل، متى يداومون ويتفرغون لأعمالهم، طالما يغيبون هذه المدة في رحلات السياحة والسفر والتنزه، وعموماً، وباختصار، غيابهم لا يؤثر، فلماذا تقتصر هذه السفرات على أناس بعينهم، ونبعد أناساً آخرين، لماذا أصبحنا أنانيين؟،
بعد أن كثرت ظاهرة الأنا، وزادت «النرجسية» بدرجة مخيفة، وأصبحت تقلقني، لقد أصبحت ظاهرة الاحتكار أمراً خطيراً، ليس فقط في المناصب الإدارية، بل وصل الأمر الآن إلى احتكار السفرات والمهمات، ويختارونها بأنفسهم، فما أكثر البدلات والنثريات والمصروفات، في الوقت الذي تعاني فيه رياضتنا «الويل»، بل إن كثيراً من الاتحادات والأندية ألغت أنشطتها بسبب عدم وجود موازنة خاصة لها، وانسحبت أندية مرموقة وتاريخية في الرياضة الإماراتية، بسبب عجزها في الصرف، ونحن نصرف ميزانية شهر لنادٍ في الدرجة الأولى، على الإداري المرافق، بحجة مجاملته على حساب المصلحة العامة.
* نعم، أقولها بمرارة وحسرة، هناك جهات رياضية، ألغت سفرة مرافقة صحافيين، لعدم وجود مخصصات مالية لهم، وجهات أخرى تصرف ببذخ بلا مراقبة، ما يساوي سفرية عشرة صحافيين، إلى متى يظل هذا الوضع الغريب والعجيب؟،
فالإداري الذي نراه الآن يتجول في أوروبا، تكلفته تفوق الخمسون ألف درهم، من إقامة وتذكرة ومصروف، بينما أندية تحصل على دعم رسمي يقدر بأقل مما يحصل عليه هذه الإداري (الكاشخ)، والذي يجتهد فقط في التصوير الجماعي، على اعتبار أنه موجود، في الصورة الملونة الجماعية!!
* لقد تأثرت رياضتنا، للأسف، بمثل هذه النوعية غير المجدية في البعثات، على مدى الفترة الماضية، التي كانت شاهدة على ما يجري من أمور غير مجدية، قد زادت في الفترة الأخيرة بدرجة لا توصف، فمتى يوقف هذا الصرف على إداريين لا علاقة لهم بالمشاركات والمناسبات والاستعراضات، أليس هناك جهة تراقب وتقيم، أم العملية متروكة تسير بدون رقابة..
وتقتصر السفرات على الأصدقاء والأحبة والشلة!! وأحكي لكم قصة أحد الاختصاصيين للعلاج الطبيعي من جهة رسمية، وليست تجارية، رافق منتخباً جماعياً لمدة أسبوعين، إلى الآن لم تصرف عليه البعثة سوى 1500 درهم فقط، تصدقون يا جماعة، لأن ميزانية الاتحاد خالية، في المقابل، نرى هناك مشاهد لا يقبلها عاقل.
* وهذا العمود مخصص للرياضة، لذا، أتحدث عن هذا الوضع في الشق الرياضي فقط، وأما باقي النشاطات الأخرى، لا علاقة لي بها، فيحزنني ما أراه من مشاهد هذه الجيوش من الإداريين في كل مناسبة، وهي معروفة للقاصي والداني، فأصبح (الربع) أكثر من الرياضيين أنفسهم، بل هم يركبون الدرجة الأولى لكبار الشخصيات..
والرياضيون في الدرجة السياحية، علينا أن نعيد سياستنا في إعطاء المسؤولية، لكي تصبح العملية منظمة، بعيداً عن الفوضى، وأن علينا كصحافيين، ألا نترك تلك الأوضاع دون التوقف عندها، وتسير دون أن نقول كلمة الحق، فأبناؤنا الرياضيون أولى من «أصحاب البِدل»!!.. والله من وراء القصد.