بقلم - محمد الجوكر
لم تعد لكرة القدم، هويتها وشخصيتها، التي كانت عليها زمان، فالتنافس بين الأندية، أساء للعبة، فما نراه اليوم في عصر الاحتراف، يشيب شعر الرأس، ويسبب الصداع ووجع القلب، بينما في فترة الهواة، كانت المنظومة بشكل عام، تعشق الكرة، وخاصة الجماهير، عكس اليوم، حيث تحولت الساحة، لأزمات واحتجاجات، لا حصر لها، وتلاعبت بنا «الكرة»، كما تريد، لأن العقلية التي تدير اللعبة، لم تأتِ للعمل، كما أشار أحد المسؤولين، عبر تغريدة له، قرأتها قبل أيام، بأنه فوجئ بزملائه، أنهم جاؤوا لأهداف أخرى، والانتقام من عهد سابق، فأصبحت بوابة الرياضة، فرصة للكسب السريع على حساب المصلحة العامة، ضاربين بالشعارات الرنانة التي نرفعها دائماً، عرض الحائط، وهذه كارثة حقيقية، رغم أن اللعبة تصرف عليها مئات الملايين، والهدر المالي يأتي من كل صوب، والدليل أن اتحاد كرة يتعاقد مع مدرب لفترة ستة أشهر فقط، و«بشخطة» قلم، يتم الاستغناء عنه، ويخرج المدرب واضعاً يده في جيب الاتحاد، يسحب الملايين، ونحن نضحك، ولم يقد المنتخب.
ونادٍ كبير أنهى عقد مدرب كان على رأس عمله وعقده مستمر وتم الاستغناء عنه، وجاء بمدرب آخر، تم تفنيشه، بعد ضياع ثلاث بطولات محلية، لنتفاجأ بإدارة أخرى تتفق معه بعقد خيالي، برغم فشله، وما هي إلا أيام، يتم حل مجلس إدارة هذا النادي، لندخل فصلاً من سيناريوهات مسلسل «نلعب بالفلوس» من «هوامير» التدريب الذين «مصوا» دماء أنديتنا بسبب تطبيقنا الذكي بشعار «نادينا كيفنا»، ويسحب مبلغاً خيالياً آخر، يهدر من المال العام، لمدرب لم يعمل نصف دقيقة، لأنه لو اشتكى لـ«الفيفا»، لأصبحت الفضيحة «بجلاجل»، هذه هي أحوالنا، نحن فعلاً نعاني أزمة إدارية، فمتى الحل تجاه ما يحدث داخل هيئاتنا الرياضية، يا أهل الحل؟!.. والله من وراء القصد.