بقلم - محمد الجوكر
خرجت بانطباع مشرّف عن الكرة الإماراتية بعد مشاهدة اللقاء الفاصل الذي جمع الناديين الكبيرين شباب الأهلي، والشارقة باستاد آل مكتوم، ذلك المعلم الرياضي البارز التحفة المعمارية الفخمة، فقد كان اللقاء الكبير يستحق بالفعل لقب المواجهة السوبر من جميع النواحي، حيث قدم الفريقان مردوداً فنياً عالي المستوى، ارتقى بجدارة إلى مستوى النهائيات، فاللاعبون على أرضية الملعب قدموا عصارة جهدهم، وكان التركيز حاضراً بقوة طوال زمن المباراة، التي شدت الانتباه وحبست الأنفاس حتى لحظاتها الأخيرة، قبل أن يتمكن شباب الأهلي من هز شباك الشارقة في الدقيقة الأخيرة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع، وكان الهدف الرأسي الجميل الذي سجله محمد مرزوق بمثابة إعلان عن تتويج «الفرسان» باللقب بعد أن أعلن الحكم عن نهاية اللقاء بعده مباشرة، لتذهب البطولة الخامسة لشباب الأهلي بقيادة المدرب الوطني المهندس مهدي علي، الذي عرف كيف يقود الفريق لبطولة كان في أشد الحاجة إليها، فقد كان الفوز باللقب بمثابة تحد كبير قبل العودة إلى منافسات دوري المحترفين بالدور الثاني، حيث يتواجد شباب الأهلي في مركز متأخر لا يليق باسمه وتاريخه الناصع في كرة القدم الإماراتية.
كان كل شيء رائعاً وجميلاً في «ليلة السوبر» في الاستاد التحفة بداية من التنظيم المتميز من رابطة المحترفين، والذي استحقت عليه التهنئة، فقد كان الحرص واضحاً من جانبها على إطلاق المبادرات المتميزة وتوظيف مسابقاتها لخدمة المجتمع، وكان أجمل ما في اللقاء تواجد مدربين مواطنين يقودان الفريقين المتنافسين على السوبر هما مهدي علي مدرب شباب الأهلي، وعبد العزيز العنبري، مدرب الشارقة، وقد عكس التنظيم الرائع تطور العمل، فقد كان عنواناً كبيراً لنجاح كوادرنا الرياضية فنيين وإداريين وهو ما يثلج الصدور.
أبارك لشباب الأهلي إدارة وجهازاً فنياً ولاعبين وجماهير هذا الانتصار والتتويج، والذي بلا شك سيكون له دوره المؤثر والفعّال في إعادة ترتيب أوراق الفريق وتنظيم صفوفه على النحو الذي يعيد له قوته وشخصيته التي اشتهر بها، بعد أن تولى قيادته المهندس مهدي علي، والذي أصبح الفأل الحسن بتتويجه الأول مع «الفرسان»، فقد نجح في الارتقاء بأداء اللاعبين وتطوير مستواهم، كما أكد ذلك عدد منهم خلال تصريحاتهم بعد المباراة، فقد أجمعوا على أن الفضل في التتويج باللقب يعود إلى مدربهم الذي نجح في تنظيم وترتيب البيت الكروي، وأقول «هارد لك» لفريق الشارقة الذي أبلى بلاءً حسناً بقيادة مدربه الرائع «بوسعود»، ولم يكن صيداً سهلاً بل كان نداً قوياً وقريباً هو الآخر من الفوز حتى آخر لحظة، وكان اللقاء في مجمله متكافئاً من الجانبين، ومضت المباراة مشوّقة ومثيرة منذ البداية وحتى النهاية، لتنال استحسان كل من تابعها، والله من وراء القصد.