بقلم : محمد الجوكر
الخلافات في الرياضة ظاهرة طبيعية وصحية، وليست محلية فقط، ولكنها فقط تتغير من واقعة لأخرى، محلياً أو عربياً، هذه الأجواء المشحونة، ليست وليدة اليوم، فالرياضيون أكثر الناس تعرضاً للضغط، وأكثرهم يتغيرون في لحظات بسيطة، ولأنهم يتقبلون النقد بروح عالية، فالكل يغني على ليلاه، ولكن أن يصل إلى خلاف علني ومكشوف، وينشر في الجرائد وفي الإعلام، بل تصل أسرع لمواقع التواصل الاجتماعي قبل الإعلام، بشكل التحدي، فإن ذلك يتطلب أن نتوقف عنده، لأنه يبين أن هناك خللاً واضحاً في التركيبة الإدارية، وتزداد تعقيداً، بل إنه يشعرنا بأن خلافاً في وجهة النظر، يتحول الآن، كما واضح للعيان، إلى خلاف في النوايا وفي القلوب، وهي الأكثر حساسية بين رياضيينا، فما يحدث أحياناً في الساحة، نبهنا له مراراً وتكراراً، بضرورة أن نحافظ على هويتنا ومكاسبنا، من خلال الجلوس على طاولة واحدة، في غرفة مغلقة، ونناقش الأمور بهدوء وبمنطق أخوي، بعيداً عن التعالي والفوقية، فقد ولى زمنها، حيث يجب أن تسود اليوم لغة الحوار الهادف، بعيداً عن لغة الخطاب الإعلامي، وما ندعو إليه، ضرورة المصارحة والمواجهة بشكل عقلاني ، فيجب أن تتدخل المرجعية الخاصة للرياضة، وتوقف أي تجاوز فوراً، ولا تتركه، لأنه يسبب آثاراً سلبية، فالعمل يتطلب تفعيل دور المؤسسة، ونلغي دور الفرد، فهذه أم الكوارث، عندما يتصرف البعض بأنه «فاهم كل حاجة»!
حان وقت التغيير، إذا كنا نريد رياضة صحيحة، بعيداً عن المجاملات والاجتهادات التي «تودي في داهية»، فالرياضة بعد مرور الخمسين سنة الماضية، يفترض أنها بنيت على أسس معينة، ولكن هذه الأنظمة أصبحت لا تطبق، فهذه اللوائح أصبحت مجرد حبر على ورق فقط، نشطب ما نريد، ونطبق ما نريد، الكل يبحث عن مصلحته، ضارباً بالمصلحة العامة عرض الحائط!!.. والله من وراء القصد.