استفتاءات خادعة

استفتاءات خادعة!

استفتاءات خادعة!

 صوت الإمارات -

استفتاءات خادعة

محمد الجوكر
بقلم : محمد الجوكر

قرأت في إحدى الصحف العربية عن نتائج استفتاء عن أبرز الإعلاميين الرياضيين العرب قبل نهاية العام، وهو أمر مشجع وحسن إذا كانت النوايا حسنة، حيث تتسابق بعض الصحف من أجل رفع رصيدها وزيادة شعبيتها من خلال مثل هذه الاستفتاءات الصحفية التي أصبحت تخدع الشارع الرياضي بالترويج والدعاية «للبعض»، فمثل هذه الأفكار طيبة، بل نشجعها إذا سارت في المسار المهني الراقي الصحيح، فأي استفتاء بغض النظر عن نوعه بحاجة إلى الموضوعية، فإذا غابت الموضوعية انقلب الأمر المحمود إلى وبالٍ، فلمصلحة من يحدث ذلك؟ والسؤال الذي يطرح نفسه: من يستحق هذه الألقاب «الأفضل» على مستوى الوطن العربي؟ سؤال يفرض نفسه، بعد أن كثر الحديث عنه في الآونة الأخيرة، خاصة مع موعدنا السنوي، أليست هناك جهات رسمية لديها البيانات والإحصائيات التي تستطيع من خلالها تحديد من يستحق ومن لا يستحق أسوة ببعض الجوائز ذات القيمة الرفيعة التي تكون محصّلتها ونتائجها منطقية؟

لماذا لا تشرك تلك الصحف الجهات المختصة التي تملك المعلومات والمرجعيات، لكي تكون عملية التنافس بين المتقدمين أو المترشحين وعملية التقييم واللجان التحكيمية بمنطق وعقلانية لا يختلف عليهما اثنان؟

على سبيل المثال، لدينا هنا في الدولة العديد من الجوائز، رياضية وأدبية وثقافية وعلمية، وتحقق الأهداف، بل نعتبرها هي الأفضل لعدة أسباب، أولها أنها تُقدم بدون مصلحة ولا تجامل أحداً، بعكس ما نراه في بعض الجوائز الوهمية التي يطلق عليها استفتاء أو جائزة، فقد لفت انتباهي هذا الأمر بعد أن زاد وقع هذه الاستفتاءات وكثرت في الآونة الأخيرة دون مصداقية، مما يخلّف فائزين بلا هوية، وتستغل المنصات الأمر للترويج للبعض دون أن يحمل الكفاءة المطلوبة، مما يؤثر في سمعة الإعلام والإعلاميين، ويجعلهم مثار انتقاد!

 
اليوم نقرأ ونستغرب كيف تظهر علينا؟! فما يهمني هنا الإعلام الرياضي، فنتائج مثل هذه الاستفتاءات على جانب آخر تُغفل دائماً تاريخ الذين أسهموا في وضع اللبنة الأساسية في بلدانهم، فهؤلاء هم من يستحقون التقدير والتكريم، لأنهم قدموا عصارة جهدهم، وعاشوا وعملوا شرفاء، وظلوا يعتبرون أن المهنة تجري مجرى الدماء في عروقهم، وليس في جيوبهم، هذا هو الوضع الطبيعي، ولا يختلف عليه اثنان.

من واجبنا أن نقدّر دور الرواد طالما ما زالوا على قيد الحياة، نتذكرهم وهم أحياء وليس بعد مماتهم، كما جرت العادة مع الأسف، نظراً إلى الدور الذي بذلوه، فلا يمكننا أن ننسى هذه الخبرات التي عملت بكل أمانة وإخلاص، وقدمت من الجهد والعطاء، فلا بد أن نعطي أهمية قصوى للوفاء في زمن ضاعت فيها معاني الوفاء، «لتحل» محلها معاني المجاملة، تطهير النفوس قبل العام الجديد أمنيتي! والله من وراء القصد.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استفتاءات خادعة استفتاءات خادعة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 14:38 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 18:45 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 11:33 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 16:51 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

اضيفي اجواءًا جريئة ومشرقة على جدران المنزل

GMT 20:37 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

مطعم ياباني يقدم وجبات لحوم البشر بـ 20 ألف جنيه

GMT 17:53 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

ندوة لمناقشة رواية "منتصر" في مكتبة "البلد"

GMT 04:12 2020 السبت ,09 أيار / مايو

برشلونة يقترب من حسم صفقة نجم يوفنتوس

GMT 11:39 2019 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كيت ميدلتون توضح تفاصيل اللقاء الأول مع الأمير وليام

GMT 04:07 2019 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

انتقادات قوية لرئيس بريشيا الإيطالي بسبب بالوتيلي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates