بقلم : محمد الجوكر
نبارك للمنتخب البحريني لكرة القدم، الفوز باللقب الخليجي للمرة الأولى، بعد تغلبه على شقيقه السعودي بهدف للاشيء في المباراة النهائية، الممتعة والمثيرة لنسخة «خليجي24»، وهي ثاني مواجهة تجمع الفريقين في تلك البطولة، حيث خسر البطل من الوصيف في دور المجموعات بهدفين دون مقابل، ولكن حسمها الأحمر، وتفوق على الأخضر، في ليلة الختام، في أجواء احتفالية، لا مثيل لها في تاريخ الكرة البحرينية العريقة، التي تعد الأقدم في المنطقة.
وجاء وقت الحصاد بعد مشوار طويل وشاق، قدم فيه الأحمر ملحمة تاريخية في هذه النسخة، وأعلن عن نفسه بطلاً، وانضم إلى السجل الذهبي للبطولة، حيث كان الوحيد من بين المنتخبات، التي شاركت منذ النسخة الأولى، الذي لم يتوج باللقب، رغم العديد من المحاولات، وحصوله على لقب الوصيف، إلا أن عام 2019 قبل أن يبارحنا، كتب أجمل لحظات كانت تنتظرها الجماهير البحرينية.
ولما لا، فقد أعلن الأحمر عن شخصيته القوية، رافعاً شعار لا تراجع ولا استسلام، بعد أن أصبح الحلم قريباً من التحقق، فالبحرين بدأت علاقتها بدورة الخليج قبل 50 سنة، عندما ولدت الفكرة، وانطلقت الدورة على أرض دلمون، وأصبحت المملكة مرتبطة بها منذ ذلك التاريخ، إلى أن أصبح الحلم واقعاً ملموساً.
وقد عاشت البحرين احتفالات تاريخية لم تشهدها من قبل، وهي تستقبل أبطال الخليج، وشاركت في الحفل الفرق الشعبية والفنية، ابتهاجاً بالإنجاز الذي تحقق، وكان حلم الجميع، وعلى رأسهم الشيخ عيسى بن راشد، «شيخ وعميد دورات الخليج»، وقد تعاطف معه الجميع من الصغار والكبار، في مشهد لم نره من قبل، لأنه رجل محبوب وقريب من القلب، ولأن أهل البحرين الطيبين يستحقون هذا اللقب بتعاطف وإعجاب من كل الذين تابعوا المونديال الخليجي.
فقد شاهدنا التلاحم بين أبناء الشعب الشقيق من خلال الرياضة، التي تعتبر رسالة سامية في تقارب الأمم والشعوب، وما بالكم إذا كان هذا الإنجاز قد حققه أبناء بلدك، وفي مناسبة كبيرة كدورة الخليج، ذات قيمة اعتبارية كبيرة في نفوسنا جميعاً.
نعم، استحق الأحمر البحريني الكأس، بعد العروض الرائعة والمستوى الفني الثابت طوال المنافسات، ولم يكن مستغرباً هذا التعاطف مع كل أبناء المملكة، وظهر جلياً مدى قدرة المنتخب البحريني لأن يكون بطلاً، من خلال عروضه الجيدة في تصفيات آسيا والمونديال، والفوز بكأس غرب آسيا، وكلها مؤشرات تؤكد تطور الأحمر، والابتعاد عن مراكز المؤخرة والمنافسة بقوة حتى اليوم الأخير من مباريات الدورة، والرد على كل المشككين.. والله من وراء القصد.