في ذروة الانفعال والافتعال

في ذروة الانفعال والافتعال

في ذروة الانفعال والافتعال

 صوت الإمارات -

في ذروة الانفعال والافتعال

علي أبو الريش

في ذروة الانفعال والافتعال والانشغال لاستئصال داعش في سوريا والعراق هناك في الطرف الجنوبي من الجزيرة العربية، تدار لعبة أخرى وليست الأقل خطورة على المنطقة والعالم، فاليمن اليوم تتشاطره قوى وأجندات تحاول تجنيد سجادته على الطريقة «الخارجية».

وكما تم في لبنان فصل جنوبه عن باقي أجزائه، يتم الآن فصل شمال اليمن عن تضاريسه الأخرى، وهكذا فإن بعض الدول الإقليمية أصبحت «قوى عظمى» بعد أن أزاحت القوى الحقيقية أو بالأحرى تفاهمت معها وصار من المعقول جداً أن يجند شمال اليمن مقدراته لحرب الجنوب كما هو في لبنان، لأن الفواصل بدأت تتضخم بين أبناء الشعب الواحد، وأن الدولة الوطنية ما عادت بذات صلة بوجدان بعض الشعوب العربية وأن الانتماءات إلى الطوائف والملل غرست أنيابها بقوة واجتثت الفكر الوطني من جذوره، وهنا تقع المعضلة. هنا تبدأ عوامل التعرية في الجدار الوطني وهنا يتم البدء في إسقاط أوراق الشجرة الواحدة ورقة ورقة حتى تجريدها وتحويلها إلى عظام نخرة كما هو حاصل في ليبيا وقبلها الصومال.

أعتقد أن المسألة مسألة كرامة ومبدأ، فلا يمكن لأي كائن كان أن يقبل بمثل هذه المعادلات السياسية إلا إذا اعتقد أنه يعيش ضمن شركة تجارية وليس وطناً، وبالتالي عليه أن يختار المصلحة الذاتية أو الدوافع الأنانية على حساب الوطن ومشروعيته ككيان سياسي واجتماعي وثقافي واقتصادي.. ما يحصل الآن في اليمن هو مشروع كبير جداً وبغيض جداً، الهدف منه تمزيق الممزق، وتكسير المكسر، ونثر البقايا في يوم عاصف حتى لا يميز المرء ما بين الأسود والأبيض ويضيع الدم بين القبائل.. ما يحصل في اليمن يستدعي الصحوة ومواجهة الخطر بكل الوسائل حتى لا يضيع هذا البلد بين أهواء بعض أهله، وطموحات الخارج، المكشر عن أنياب طائفية، كارهة، حاقدة لا تريد من وراء ذلك إلا التعبير عن إرث تاريخي وعقدة نقص زمنية يدفع العرب اليوم أثمانها.. ما يحصل في اليمن ليس مزحة وليس راهناً طارئاً، ما هو إلا رغبة طموحة لبعض الأطراف لتكريس واقع من يد الخير للمنطقة بل إنه سيكون الأكثر خطراً من أي بؤرة خطر في العالم العربي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في ذروة الانفعال والافتعال في ذروة الانفعال والافتعال



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 21:14 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يحمل إليك هذا اليوم كمّاً من النقاشات الجيدة

GMT 14:38 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

تساعدك الحظوظ لطرح الأفكار وللمشاركة في مختلف الندوات

GMT 18:45 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 11:33 2020 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الأثنين 30 تشرين الثاني / نوفمبر2020

GMT 16:51 2018 الثلاثاء ,26 حزيران / يونيو

اضيفي اجواءًا جريئة ومشرقة على جدران المنزل

GMT 20:37 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

مطعم ياباني يقدم وجبات لحوم البشر بـ 20 ألف جنيه

GMT 17:53 2016 الأحد ,21 شباط / فبراير

ندوة لمناقشة رواية "منتصر" في مكتبة "البلد"

GMT 04:12 2020 السبت ,09 أيار / مايو

برشلونة يقترب من حسم صفقة نجم يوفنتوس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates