حوار مع صديقي المثقف

حوار مع صديقي المثقف

حوار مع صديقي المثقف

 صوت الإمارات -

حوار مع صديقي المثقف

علي أبو الريش

الحوار نافذة للإطلالة على بساتين الأفكار وهو الإبرة التي تحيك الخيط في قماشة الحياة هو الموجة التي توشوش في آذان السواحل لتيقظ السواحل و المحارات من سبات التكوين الأزلي، ولكن عندما يصبح الحوار صحناً ملوثاً، وفناء ضيقاً لا يتسع لمرور دجاجة، وعندما يصبح الحوار كصفير الرياح المنذرة بطوفان وهذيان الطبيعة عندما يصبح الحوار مجرد خوار يضج ولا ننتج أفكاراً مفيدة، عندما يصبح الحوار محاولة يائسة لإثبات الذات المنقوصة، والمناكصة إلى عوالم مظلمة وهلامية عندما يكون الحوار كل ذلك فإنه يفسد العلاقة مع الآخر، ويدهور مركبة الحياة ويجعلها تتهاوى في مقر وادٍ سحيق لا قرار له.. عندما يصبح الحوار كل ذلك تفسح الأشجار أوراقها وتتخلى الأنهار عن مائها وتستغني السماوات عن نجوم، والأرض تميد بأصحابها والجبال تمور والبحار تثور وتبتر زعانف أسماكها.. المثقفون أكثر تزمتاً من سواهم، لأنهم ارتكبوا معصية الثقافة من دون وعي وتصوروا أنهم امتلكوا زمام المعرفة ولا أحد يباريهم أو يساويهم.. المثقفون المتورمون أشبه بالدمامل المتقيحة عندما يدخلون في حوارات جادة فإنهم ينفجرون صديداً وقديداً ولا نفع في إسكات ذلك التنين الجهنمي في داخلهم.. إنما نحن بحاجة إلى مثقف قارئ أولاً ومتصالح مع نفسه ثانياً ومتوائم مع الآخر ثالثاً.. نحن بحاجة إلى مثقف متكامل الهوية والسجية، مثقف يتعاطى مع الفكرة كما تتعاطى الفراشة مع الزهرة فلا يخل ولا يزل ولا يُفرط ولا يُفَرط ولا يحط ولا يشطط ولا يغط ولا يمط ولا يفضي ولا يرضي، نحن بحاجة إلى المثقف الذي يعلم جيداً أن الدفاع عن قضية الوطن هو دفاع عن النفس والدفاع عن النفس هو دفاع عن الوجود الإنساني.. اليوم أصبح الإرهاب البغيض قضية القضايا، ولكن مناقشته لدى البعض سطحية إلى درجة السماجة وساذجة إلى حد الثغاء والرغاء ونحن بحاجة إلى المثقف الذي يضع الوطن ما بين الرمش والرمش والوعي أولاً بما يفعله الإرهاب من هدم وعدمية، لابد وأن يتصدر أي حوار ومن يخاف أو يتجنب الاقتراب من هذا البعبع فهو يخاف من الحقيقة والحقيقة تقول إن الحق هو أن نفند الإرهاب بأنه الآفة التي لابد من قطع دابرها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوار مع صديقي المثقف حوار مع صديقي المثقف



GMT 03:07 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

«وشاح النيل»

GMT 03:06 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

2024 سنة نجاحات مغربيّة

GMT 03:05 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بشار في دور إسكوبار

GMT 03:05 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الزمن اللولبي

GMT 03:04 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

مع ابن بجاد حول الفلسفة والحضارة

GMT 03:04 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

هل قرأت افتتاحية «داعش» اليوم؟!

GMT 03:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

ما تم اكتشافه بعد سقوط النظام السوري!

GMT 03:02 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

الكونغرس... وإشكالية تثبيت فوز ترمب

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 21:34 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

لا تتهرب من تحمل المسؤولية

GMT 15:30 2017 الأحد ,03 كانون الأول / ديسمبر

إعصار الهند وسريلانكا يحصد مزيداً من القتلى

GMT 18:33 2018 السبت ,17 شباط / فبراير

"شقة عم نجيب" تُعيد هبة توفيق إلى خشبة المسرح

GMT 10:31 2018 الجمعة ,12 كانون الثاني / يناير

فورد F-150 تحصل على محرك ديزل لأول مرة

GMT 05:57 2017 الأحد ,17 كانون الأول / ديسمبر

أحمد خالد أمين يوضح أن هنادي مهنا أول مولودة له كمخرج

GMT 06:17 2013 الأربعاء ,27 شباط / فبراير

صدور رواية "دروب الفقدان"للقاص عبد الله صخي

GMT 14:11 2013 الثلاثاء ,26 شباط / فبراير

" ميّال" رواية جديدة للروائي السعودي عبدالله ثابت

GMT 20:20 2014 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

صدور كتاب "الأمير عبدالله بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود"

GMT 21:49 2013 الأربعاء ,15 أيار / مايو

ورزازات عاصمة السينما وهوليود المغرب

GMT 21:45 2014 الجمعة ,24 تشرين الأول / أكتوبر

"جاليري" المرخية ينظم معرضًا فنيًا الثلاثاء في "كتارا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates