بقلم : علي أبو الريش
«مؤتمر اليوم الواحد» في القرن الحادي والعشرين، عقده الاتحاد العام للكتاب والأدباء العرب في مقره في أبوظبي، والموضوع هو ما دور الأدب والفن في مواجهة الإرهاب و«داعش» بين قوسين، ونحن نقول «داعش» وأخواتها ليست طبقاً طائراً ولا جسماً هلامياً، وإنما هي فكرة جهنمية يبثها أشخاص بعقول شيطانية، والمراد منها تفكيك الثابت وتثبيت المفكك من أجل خلق حالة من اللاوعي، تذهب بالناس والمجتمعات إلى جحيم التشرذم والتهشم والتحطم والتفاقم، هذه الفكرة الواقعة تحت سطح الوعي القافزة عند سواحل اللغو والعبث، المتهجمة على الواقع، المتجهمة في وجه الحياة، المتفجرة عند كل مسجد وكنيسة، لا يمكن أن تردع أو تمنع أو تقمع إلا بفكرة مضادة واعية، مضاءة بالوعي، وما من رادع ولا وازع ولا منازع غير الأدب الذي يُمكِّن أدوات المواجهة إذا ما استخدم استخداماً صحيحاً معافى من الوهن والضعف والمباشرة والسطحية، فنحن اليوم بحاجة إلى عمل إبداعي عميق يخرج عن دور السباب والشتائم، ويدخل في تلافيف التوصيف والتفسير، ومن ثم التوجيه. أطفالنا، شبابنا يحتاجون إلى الأنا الأعلى التي تعوضهم الفراغ النفسي، وتدبر سلوكياتهم باتجاه رد فعل موضوعي علمي خالٍ من الغوغائية والقنابل الفراغية.
أبناؤنا يحتاجون إلى أدباء وشعراء ومفكرين ومثقفين يذودون عنهم، ويقفون سداً منيعاً ضد أي اختراق عدمي وعبثي، نحتاج إلى مبدعين يضعون الوطن فوق كل اعتبار، ويرخصون النفس والنفيس في سبيل حماية المنجزات الوطنية أو المكتسبات الحضارية التي حققتها أوطاننا. الساكت عن الشر شيطان أخرس، ولا يجوز أبداً السكوت، وحتى الحياد هو ضد لأن من يقف متفرجاً والحريق يلتهم الأخضر واليابس فهو مشارك في الجريمة، وعضو غير مسجل في تنظيم «داعش» وأخواتها، لذلك فإن للقلم الشريف سحر التأثير وفخر التنوير، واليوم الحرب أصبحت واضحة، هناك فريقان، فريق يريد أن يعلو بالناس نحو غايات المجد المجيد، وآخر يدفع بالعجلة باتجاه البؤس الشديد «داعش»، فالاصطفاف هنا مع الحق واجب وطني مقدس، وليس تطوعاً أو اختياراً، لأن المسألة أو القضية قضية حياة، ولأن من يقفون ضد الحقيقة يراهنون على الوهم أو الأمنيات الخيالية التي لا تبتعد كثيراً عن حلم الشيطان في الجنة.. وجنة الأقلام الشريفة هي منازل الصدق وموائل الالتزام الأخلاقي والديني والوطن، ما نريده ونتمناه هو أفكار واضحة ضد الضحالة والاضمحلال والانحلال والاختلال الذي تقوده «داعش»