كونفوشيوس يعبر سور الصين للإمارات

"كونفوشيوس" يعبر سور الصين للإمارات

"كونفوشيوس" يعبر سور الصين للإمارات

 صوت الإمارات -

كونفوشيوس يعبر سور الصين للإمارات

بقلم : علي ابو الريش

في الصين مليار وثلاثمائة مليون نفس بشرية تتحرك على قارة عشبية محاطة بسور عظيم، وفكر أعظم، نسجت خيوط السور سواعد صينية بحتة، وخاط قماشة الفكر الرجل الأخلاقي الأول، ومؤسس فكر الإنسان الطبيعي، وخارج إطار التبعية للمستقبل.

كونفوشيوس حاربته الملكية الصينية، وبعد حين احتضنت أفكاره حتى أصبح الملايين من أبناء الصين يؤمنون بعقيدة هذا الفيلسوف والمصلح الاجتماعي حتى أطلق عليه «نبي الصين»، ولم يقتصر الأمر على الصين وحدها بل عبرت أفكار كونفوشيوس إلى كوريا المجاورة واليابان، وفيتنام، حيث انسجمت أفكار الفيلسوف الإنساني مع طبيعة النسق الاجتماعي في هذه المنطقة من العالم لما تختزنه من أساطير حالمة بالحب، منغمسة في الوجود بطريقة استثنائية، وفريدة، وكما قال الفيلسوف الهندي (أوشو) الحب نبت في الشرق، وترعرع، وأثمر شعوباً تنسج الأحلام، كما يكتب طاغور الشعر، لم تغادر العقيدة الكونفوشيوسية العقل الصيني، واستمرت لمدة عشرين قرناً أي منذ القرن الأول قبل الميلاد، وحتى القرن التاسع عشر، وفي القرن العشرين لما اتجهت الصين نحو المستقبل، لم تتحلل من معطف كونفوشيوس، بل أصبح في بردها هو الدفء الذي تبحث عنه وتحتضنه، فيحتويها ويحفظها من التشرذم، والضياع في عالم تغيب فيه الشمس عندما تشمر غيوم الأوهام عن سواعد الأنا المحتقنة، لم تتطور الصين، ولم تصل إلى هذا الامتداد الاقتصادي المذهل لولا وقوفها دوماً عند ضفاف كونفوشيوس، وسماع هفهفات أوراق تعاليمه القيمة الداعية إلى حب الإنسان للإنسان، وانتماء الإنسان إلى الطبيعة، وعدم المساس بثوابتها، أو عرقلة مخلوقاتها وهي في طريقها إلى الحياة.
الصين اليوم تمضي حقباً باتجاه المستقبل، منفتحة على الوجود مثل أزهار اللوتس، معبقة المحيط الإنساني بأجمل وأنقى العطور الثقافية، ومن هنا تأتي زيارة فخامة الرئيس الصيني إلى الإمارات، تعبيراً عن التقاء إرادتي البلدين، نحو الانفتاح على الآخر وتشذيب أوراق الحياة، وترتيب المشاعر الإنسانية، بحيث تتلاءم مع متطلبات المستقبل، وحاجة الشعوب لعلاقات دولية تنمو على تربة خصبة، تساعد على نمو الأشجار السياسية المعمرة، حماية لبيئة الإنسان من التأخر عن قطار الطموحات الكبيرة، والآمال العريضة.

الإمارات والصين منهج في الحياة عماده التصالح مع الذات، والعبور إلى الآخر من دون رواسب، والأحلام الزاهية هي المحيط الذي تعبر من خلالة سفن التطور، والانفتاح نحو المضايق الأخرى

المصدر : جريدة الاتحاد

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كونفوشيوس يعبر سور الصين للإمارات كونفوشيوس يعبر سور الصين للإمارات



GMT 13:47 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

العودة للمدارس

GMT 13:47 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

هلا.. بالمدارس

GMT 13:45 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

لأمهات الشهداء.. ألف.. ألف تحية

GMT 13:44 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

وقل "ليتني شمعة في الظلام"!

GMT 16:11 2016 الخميس ,25 آب / أغسطس

فوائد الطماطم المجففة

GMT 02:34 2015 الأحد ,04 كانون الثاني / يناير

اندلاع حرائق أحراج عنيفة في إيديلايد جنوب أستراليا

GMT 11:59 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ملك المغرب محمد السادس يصل إلى البلاد

GMT 23:13 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة متسابق مواطن في حلبة أم القيوين للسيارات

GMT 16:32 2013 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صدور مجلد الزراعة في بلاد الشام من خلال المخطوطات والوثائق

GMT 02:40 2013 الأربعاء ,05 حزيران / يونيو

سامسونغ تطلق ثلاث اصدارات لعائلة Galaxy Tab 3

GMT 01:56 2013 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

عواقب "حمّى المناخ" ستطاول عشر سكان العالم

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

شركة "مانتا" تطلق هاتفها الجديد بدون أزرار

GMT 11:03 2016 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

ميريام فارس وريهام أيمن إطلالاتهما في أواخر أيام حملهما

GMT 08:37 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

عرض حلقات مسلسل "لأعلى سعر" على قناة "cbc"

GMT 06:03 2014 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

ميونيخ هي الأعلى في معدل إيجارات المساكن في ألمانيا

GMT 05:30 2017 الأربعاء ,29 آذار/ مارس

مطعم سفرة يُعلن عن عروض مميزة مع وجبة البرانش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates