في القراءة

في القراءة

في القراءة

 صوت الإمارات -

في القراءة

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

في القراءة تبدو الغيمة، وهي تحيك قماشة المطر، وكأنها ترسم صورة الوردة على صفحات القمر، وكأن الإنسان دراج يسري في ليلة قمرية باتجاه شفة النهر، هكذا تصير الحياة.
الإنسان يقرأ على ضوء حلم بهي، شجي، وترتع أيامه في فيافي الوطن، كغزلان في حالة شغف، كطيور في لحظة لهف، كوجدان نخلة ترتب عناقيدها بمنزلة العشاق وهم يقطفون بتلات القصيدة، ويحدبون في سماوات الورطة اللذيذة والنغمة هي من وتر الأعطاف السخية، والأغنيات لهج في الليالي الوثيرة، والثرية بالمعاني، الرفيعة.
في القراءة شهر يرفل بجمال المعطى، ووصال المشاعر مع خير جليس في الزمان، وكمال الذوق، وسلامة الذائقة، هو حلم الناس النجباء، هو فكرة تتطور وعداً وطنياً، على ضفاف شجون، وشؤون، ومرابع قوم عاهدوا الله أن يكونوا في الوجود سحابات، أمطارها كن حروفاً مبجلة، وعبارات مجللة، وصوتاً مجلجلاً يثير في النفس لواعج أبهج من وجه النجمة، وأنقى من عيون الطير، وأصفى من الماء الرقراق، في القراءة شهر، يتبختر خيلاء، بعز من أعزوا القراءة، وفخر من اعتزوا بالكتاب، وجعلوه تأبطاً لخير وعي، ونباهة عقل، وبراعة سعي، وقدرة فائقة في سرج جياد كانت الدنى دوماً، ريح، وريحان، وطيب اثر، وبخور محاضر، وعبق مضارب، وبوح ضمير له في العالمين، صوت، وصيت، وأغنيات على لسان عشاق ما ملوا التصديح وما أنفكوا يغنمون المراتب العلا، وينصبون خيام المحبة عند كل ناصية، وكل جادة، وكل مدينة، وقرية، وزقاق، لأنهم في القراءة يجدون أنفسهم، في الكلمة السانحة يكونون هم أول الرائين، وأول الناصتين، لبوح بلبل شدا، وأبدى، وشذب الصوت كي يحلو لمن يفهم الدوزنة، ومن يجيد العزف على أوتار الوجود من دون لعثمة، ولا همهمة، ولا غمغمة، ولا قلقلة، ولا بلبلة، ولا جلجلة.
في القراءة، موعد مع الوعي، وحفل بهيج مع نفس مطواعة، وروح مكسوة بشفافية التداخل، وعفوية التواصل، لأن في الكتاب أكسيراً لا يعرف الشوق إليه إلا من فهم كيف تقرأ الكلمات، حين تبدو مثل بلورات تضيء سقف خيمة العقل، وتفشي أسرار محبتها، وتتسرب في الوجدان، حبات كهرمان، له عطر العود، وعبق مستقبل يتقدم بخطوات أشبه بوثبات الموجة على سطح الماء.
القراءة في شهرها المعتاد، تبدو كزائر يحمل تحت أبطه عباءة الشرف الرفيع، تبدو كحالم يغدو ويجيء، محتفياً بأيامه، الملاح، محتفلاً، بريعان الأكاليل عند نجود خضراء.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في القراءة في القراءة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates