بعضهم يكسر فناجين قهوته

بعضهم يكسر فناجين قهوته

بعضهم يكسر فناجين قهوته

 صوت الإمارات -

بعضهم يكسر فناجين قهوته

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

بعضهم يكسر فناجين قهوته، قلقاً، وغرقاً، في مستنقعات غيرته، وحسده، وحقده عندما يصدمه تفوق الآخرين، فنجده يجند أسراب غربانه، لينعقوا، ويسددوا سمومهم، وسقومهم وشؤمهم، باتجاه الآخرين والذين لا ذنب لهم في هذه الحياة، سوى أن الله حباهم بملكات تفوق تخرصات أولئك الدون، ومن أنهكت أكتافهم عقد النقص، ومركبات العجز.
هؤلاء لا يملكون من حول ولا حيلة سوى أنهم يؤلبون جرذانهم لكي تقرض، شراشف الأذكياء وتقرص أطراف أصابعهم، ولكن لا جدوى من هذا التحريض، والتقريض، والحضيض والرضيض، لأن مملكة الحنكة، بنت عرشها في السماء، وقارعت النجوم، وارتشفت من قطرات السحابات الممطرة، فارتوت، وروت، حتى صارت النجود تغار من ينوعها، وأصبحت الجياد تحسد أناقتها، وأمست الورود منتشية جراء فيض عبقها، وأضحت الأنهار تستقي من عذوبة جداولها، وهنا مربط الفرس فكيف لأولئك الأشباه من أجنحة تجعلهم في سبل الفضاء، مرفرفين، محلقين، نقول لا مجال، فالحياة لا تؤخذ إلا بفطنة النجباء، وحبكة النبلاء الذين طوقوا أعناقهم بقلائد التفوق، ونطاقهم هو هذا الخيط الممتد من الأرض حتى كواكب السماء، لا مجال، ولن يسدي الحقد نفعاً، لمن عاشوا على هامش الحياة طفيليات لا تُرى بالعين المجردة، يقتاتون من حنق، ومن احتقان، ويشربون من حثالة المكائد وتنمو أحلامهم على حصر فقر ذات اليد، وتكبر في عيونهم فقاعات أمواج الغضب ولا يكبرون، وتتضخم في أبدانهم حرقة الفقدان، والخسارات الموجعة، ولا يجدون ما يطفئ حرائقهم، بينما الأوفياء للحياة، والناس، تنمو أزهارهم، وتملأ الحقول، والفصول، وتزدهر وجوههم بابتسامات النصر، والظفر بالعلياء، والانتساب إلى عالم سما بنفسه عن الصغائر، وتسامى محققاً قيم الحكماء، منجزاً مشروعه الإنساني بكل تقانة، ورزانة، وأمانة. إنهم رجال عاهدوا الله على أن يكونوا للإنسانية عضداً، وسنداً، وصداً، ومداً، ومدداً، وامتداداً لحضارات أشعلت الكون ضوءاً، وأضاءت الوجود فكراً.
هذه هي حكايتنا مع الرقي، وهذه هي حكايتهم مع الضعف، والضعضعة، وانهيار المعنى والمعنويات. هذه هي سيرة بلد تأكدت من قدرتها، فمضت، وتجلت، فتجللت، بسندس التطور ورفلت إستبرق الرفاهية، وبذخ الأحلام الواسعة.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

بعضهم يكسر فناجين قهوته بعضهم يكسر فناجين قهوته



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 20:03 2020 الثلاثاء ,01 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 08:02 2016 الثلاثاء ,01 آذار/ مارس

جورج وسوف يستقبل أحد مواهب"The Voice Kids" فى منزله

GMT 02:49 2017 الجمعة ,06 تشرين الأول / أكتوبر

وصفة صينية الخضار والدجاج المحمّرة في الفرن

GMT 14:30 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

صغير الزرافة يتصدى لهجوم الأسد ويضربه على رأسه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates