نتقصى آثارهم
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الأربعاء 5 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

نتقصى آثارهم

نتقصى آثارهم

 صوت الإمارات -

نتقصى آثارهم

بقلم - علي ابو الريش

 بعضهم نتقصى آثارهم، وبعضهم نتحاشاهم. للطيبين رائحة البخور، وطعم الزنجبيل ولبعضهم رائحة كافور، وطعم الملح. هكذا هم الناس، ولا بين بين فيهم، ولا منهم.
الطيبون لهم جاذبية الأماكن المعشبة بالورد، لهم سطوة الأحلام الزاهية. فهم ليسوا ملائكة ولكنهم ليسوا شياطين، هؤلاء الطيبون يخلبون اللب، ويخلدون فينا مثل دماء زكية، هؤلاء الطيبون يسكنون نواحينا، واتجاهاتنا الأربعة، يستولون على مشاعرنا مثل أشجار تتمدد في التراب الندي ، فتثمر، وتزهر، وتتطور نسلاً كونياً يضئ الحنايا، والثنايا، والطوايا، يضئ السماء والأرض، ويمنح البحر بياض الموجة، وسحر المهجة، وجلال الهامة، والقامة.
هؤلاء الطيبون، في غيابهم لوعة، وفي حضورهم لمعة، هؤلاء الطيبون مثل القصيدة، في حضورهم تتفتح أبيات الوجود، وتغني الصحراء أغنية الوضوح وترفع الأطيار نشيد الفرح، وعلى وجنة الصباح ترفرف وريقات اللوز، والتين والزيتون ورمان الجبال، وتبدو القمحة عند شفة الوديان، مثل غزالة برية تهفو للعشب، وشغف البراءة. ولكن بعضهم، يستنسخ مرارة الحنظل، ويتسرب في الحياة كهولة مشوهة، ويطفر بعرق الخراف المرهقة عراكاً، واصطكاكاً بالغضب، وهستيريا ساعات اللظى.
بعضهم تؤذيك حتى ابتسامتهم، تؤلمك كلماتهم المصطنعة، وتزعجك، ظلالهم، وصورهم. بعضهم يخال إليك أنهم كائنات من عالم غير عالمنا، جاءت لتطارد فراشات لعبت بالحقول ونسيت أنها في المكان المحظور.
بعضهم مثل أقلام رصاص كسرت أسنانها، فانبرت تخربش على أوراق العمر، وتخدش السطور، كأنها قطط هائجة.
بعضهم مثل نجوم أطفأت أنوارها لتختبئ من الحقيقة، بعضهم مثل أقمار كسفت بغيمة داكنة، فضلت طريقها إلى الأرض فتاهت تبحث عن أصواتها، ولم تجد غير طائر الغراب، فقلدت، تنعق، لكن النعيق لم يصل إلا إلى أسماعها.
بعضهم كسر المرايا، ولم يجد في الحياة ما يعكس صورته، ألا الطين، لم يجد غير التخمين، والتضمين، لم سوى أنه ليس إلا بقايا أزمنة، كان فيها الجمال يقاس بطيب الخلق، وحسن المعشر.
بعضهم يشعرك بأن الحياة ثقب إبرة، لا يسع لأكثر من خيط بعضهم يريد أن يوهمك، أن الطريق إلى بيتك، لا بد أن يمر عبر دبيب النمل الذي يخرج من أفواه الآخرين.
بعضهم يخرج من بيته وقد حلف بأغلظ الإيمان، بألا يعود إلى موئله إلا وقد كدر حياة الآخرين وحول يومهم إلى موقد يمتلئ بالجمرات. ولكن الطيبين هم الذين يعيدون التوازن للحياة، هم رمانة الميزان التي تعيد ترتيب مشاعر الآخرين، وتلون عيونهم بالأحلام البهية.
الطيبون هم الرقم الأصعب في تأثيثنا بالجمال، وروعة الحلم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نتقصى آثارهم نتقصى آثارهم



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 11:03 2013 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

دار الكتب الإلكترونية تصدر "رجل مدخر"

GMT 06:38 2015 الخميس ,12 آذار/ مارس

البيج يقتحم حقائب المرأة في صيحة موسم 2015

GMT 08:12 2015 الأحد ,18 تشرين الأول / أكتوبر

شركة "غوغل" الأميركية تطلق مشروعًا يحارب حظر الإعلانات

GMT 06:40 2014 السبت ,06 كانون الأول / ديسمبر

لينوفو تطلق هاتفًا ذكيًا بسعر لا يتجاوز 100 دولار
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates