ما قبل الجائحة

ما قبل الجائحة

ما قبل الجائحة

 صوت الإمارات -

ما قبل الجائحة

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش


قد يصاب البعض بالدهشة، وقد يشعر الناس بالذهول لما يحدث في العالم، ولكن ربما لا يصيب الشخص مثل هذا الشعور، إذا اقتنع أن الإنسان عليه أن يتوقع كل شيء، وألا يصدم لمجرد طارئ طبيعي يحدث في العالم.
يجب أن نؤمن بأن من طبيعة الحياة هي الحركة، وخلال الحركة تحدث تغيرات، هذه التغيرات قد تكون سلبية أو إيجابية، وعلى الإنسان أن يتقبلها كما هي، ومن دون توجس أو ضجر، لأنه ما من كائن على الأرض يستطيع أن يغير الحتميات، وكل ما يبدر من الطبيعة هو حتمي لا يجب أن نعتبره نشازاً.
المهم في الأمر أن نكون جاهزين نفسياً لكل التغيرات وكل ما يحدث في الطبيعة، حتى نستطيع أن نعيش، وأن نستمر أصحاء، ومن دون ذعر أو عصابات قهرية، تفشل مشاريعنا الحضارية، وتطيح بطموحاتنا.
اليوم، عندما لا تجد الصديق الذي كنت تلتقيه في كل يوم، وعندما تغادر العصافير التي كانت تغرد في منزلك، وأصبح التواصل عبر الهاتف فقط، عندما يحدث مثل هذا التشقق في القماشة الاجتماعية، يجب ألا نفزع، وألا نقرع أجراس الخطر، بل يجب أن نصمد أمام الجائحة، وأن نتكئ على جدار العقل، وأن تقتنع بأن بعد كل عاصفة، تهطل الأمطار، وتخضر الأرض، وينبت الزرع، ونستطيع أن تعيش بأجمل ما كنا عليه.
المهم في الأمر أن نمتلك ذلك الجدار، وأن يكون سميكاً، وقوياً، بحيث لا تتهاوى أجزاؤه أمام العواصف، نحن محتاجون إلى الوعي قبل أي شيء، الوعي الذي يوصلنا إلى شطآن الأمان، وبأقل الخسائر، والوعي الذي يجعلنا نتكاتف، ونتحالف ضد المداهمات التي تسري في كوننا وألا نعتبرها جريمة، بقدر ما هي سجية من سجايا الطبيعة، التي تلهمنا كل ما نحتاجه، ولذلك علينا ألا نرتعد عندما يحمل الليل شرشف البرودة القارسة، وألا نغضب عندما يأتي النهار بقميص الحار جداً.
نحن مطالبون بأن نحتفي بكل ألوان الطبيعة، ونتعامل مع المرض كما نتعامل مع الصحة، لأن كلاهما ليسا نقائض، بقدر ما أنهما متقابلات في الدورة الحياتية الواحدة.
وكما أننا أصحاء، فلا بد أننا سنمرض، وقد نشفى أو نموت، فالأمر سيان، ولماذا الاستنكار؟ ولماذا الفزع؟ يجب ألا نشجب المرض، كما أننا يجب ألا ننكص، ونصاب بالإحباط، ونقول إننا سنموت، ولا شفاء من مرض ما.
التطرف في تلقي أسباب الطبيعة، سبب جوهري في انتشار الأمراض، لأننا عندما نهرب من العدو فإنه يلاحقنا، ومن ثم يهزمنا، وعندما نعترف بوجوده، ونواجهه بمنطق العقل، نستطيع أن ننتزع عافيتنا من بين أضراسه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما قبل الجائحة ما قبل الجائحة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 08:52 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

1.2 مليون زائر لمعرض الشارقة الدولي للكتاب

GMT 23:26 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السودانية هديل أنور بطلة تحدي القراءة العربي

GMT 10:26 2013 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

دار إبداع تصدر الكتاب الساخر "يا صلاة العيد"

GMT 14:26 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

10 أخطاء يجب تجنبها عند اختيار ديكورات المنزل

GMT 12:22 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق اختبارات مسابقة "جولدن سينجر" للمواهب

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 23:40 2017 الجمعة ,24 شباط / فبراير

إكسسوارات تمنحك الهدوء والراحة في غرفة النوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates