ياس جزيرة الأحلام

ياس.. جزيرة الأحلام

ياس.. جزيرة الأحلام

 صوت الإمارات -

ياس جزيرة الأحلام

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

تذهب بعيداً، تأتي قريباً، في المحيط تملؤك الدهشة، حيث تطفو على سطح المحيط أجنحة النوارس، وأشجار القرم التي طوقت المكان بوريقات هفهفت مع نسيم البحر، فأضحت كأنها فراشات تغازل نحلات العذوبة.
ولما تغذ السير باتجاه تلك الشاهقات السامقات، الباسقات، المزملات بروعة المشهد، وأناقة المنظر، تلك هي المشاريع العملاقة على بحر ياس كأنها العناقيد، كأنها القلائد تفيض بجمال، وسؤال وجودي يخفق به الفؤاد، وهو أن ياس الجزيرة، أصبحت اليوم محفلاً كونياً تؤمه الوجوه من كل مكان، وهي تحمل في داخلها دهشة المكان الذي تحول إلى أيقونة الزمان، وصار الموعد مع منجزات أخرى، هي أقرب إلى الواقع، كقرب الرمش من العين، لأن الإرادة حزمت أمرها، واتجهت صوب ما يمكن أن يسعد الإنسان، ويحول الوطن إلى لوحة تشكيلية، تحيطها سيمفونية عالمية، وتتوهج بين أضلعها أنوار البهجة، وروح الإنسان الإماراتي المنبعثة من سجايا الصحراء، قيم الغافة النبيلة، وأخلاق النخلة العصية على التبذير.
ياس اليوم، وبعد عام من هذا اليوم، سوف تصبح حلم طفولة زاهية بمشاريع تشع بريقاً أنيقاً، سوف تعمها المرافق الترفيهية العالمية، وترسم المرافق الحالية صورة المشهد المتطور والذاهب إلى العلا بعزيمة العقول المتفتحة على الوجود، كما هي الحقول المنعمة بالزهر، والثمر، والفنادق الفاخرة التي تتربع على بساط يانع، يفيض بروعة الفن المعماري، ومهارة العقل في صياغته لكل ما يذهب الكدر، ويسقط على النفس ما يحيي مشاعر الفرح، ويهدهدها ويداعبها، ويملؤها بكل ما تحتاجه النفس من كسوة العواطف الأصيلة.
ما يحدث على أرض الواقع يجعل الناظر إلى هذه المثل السياحية، يراها كأنها النجوم ترسم أحلامها في عيون الناس، وترتب مشاعرها على صدور العشاق، وتسكب بريقها في الوجود لتدلل على أن الإمارات هي إلياذة التاريخ الحديث، وأنها أوديسة هوميروس تجلب رونقها من خلابة المكان على أرض ياس.
منذ زمن والإنسانية تحلم وتفكر في الوصول إلى حلم يلامس شغاف الواقع، وها هي ياس اليوم، تخيط قماشة حلمها بأنامل من عقدوا العزم على مواكبة الأقمار في هيبتها، وهامتها، وقامتها، وقيمها، وشيمها، ونخوتها، وصبواتها، ولا يوقف النهر في الذهاب إلى الأشجار ريح، ولا تباريح، إنه الحلم تعززه قوة الإرادة، وتدعم خطواته أسمى المشاعر، وهي الحب.
بالحب تضيء غرف الكون، وبالحب نعمر الأرض، وبالحب نحيا، ويفنى كل مناهض للحب، وعدو للحي

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ياس جزيرة الأحلام ياس جزيرة الأحلام



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 08:52 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

1.2 مليون زائر لمعرض الشارقة الدولي للكتاب

GMT 23:26 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السودانية هديل أنور بطلة تحدي القراءة العربي

GMT 10:26 2013 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

دار إبداع تصدر الكتاب الساخر "يا صلاة العيد"

GMT 14:26 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

10 أخطاء يجب تجنبها عند اختيار ديكورات المنزل

GMT 12:22 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق اختبارات مسابقة "جولدن سينجر" للمواهب

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 23:40 2017 الجمعة ,24 شباط / فبراير

إكسسوارات تمنحك الهدوء والراحة في غرفة النوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates