الحديريات المزروعة بالفرح

الحديريات.. المزروعة بالفرح

الحديريات.. المزروعة بالفرح

 صوت الإمارات -

الحديريات المزروعة بالفرح

علي ابو الريش
بقلم - علي ابو الريش

وأنت ترتقي الجسر المؤدي إلى باحة الفرح في الحديريات، وكأنك تصعد سلماً مضاءً بشلال من المصابيح والتي تنساب إليك كأنها الحلم الزاهي، كأنها خيوط الذهب، كأنها عناقيد النضوج، كأنها قلادات الجمال على نحر حسناء توهجت بالنور، وبياض السريرة.
هنا في الحديريات، ترتع غزلان الكون البهيج، وتفرع أجنحة السجايا الإماراتية ذات السمات الفريدة، في صنع الترعرع على بساط يبدو كأنه النجود بالغة الترف، تمزج ما بين الطبيعة الخلابة، وعبقرية الإنسان صانع الحياة.
هنا في الحديريات، تعيش المهج وسط بريق العيون، ولمعة المكان المهذب بالصياغة الاستثنائية، هنا تبدو أبوظبي، في حلة باذخة، تستقبل العشاق، من كل حدب وصوب، حيث تحتفل العاصمة بكرم الضيافة، ونبل الاستقبال، هنا تمد العاصمة للمدى، أشرعة السفر في وجدان الوجود، وتملأ الخواطر بباقات من فرائد الزهر، وعقائد الدهر، وهنا تنعم النفوس بصحاف الترف، وكأنها في حفل كوني دعت إليه أبوظبي كي يرى الإنسان من كل جهات الدنيا ما ترفل به بلادنا، وما تختزنه من جمال العطاء، ومن كمال الطوية، وهي خصلة من خصال القيادة التي راهنت على الإنسان، كما راهنت على مكونات الأرض الطيبة، وهنا تبدو السماء الزرقاء المرصعة بنجوم الخالق العظيم، كبقعة عملاقة مزدانة بفصوص لمعت، وتراقصت، وهيأت نفسها لاستضافة الناس أجمعين، هنا في هذه البقعة المباركة تجد العالم أجمع في اجتماع يؤسس لكون جديد يتشكل على أرض العاصمة، وكل أعضائه من صلب آدم، ومن ترائب حواء، والوجوه تتشابه في الابتسامة الواحدة، وإشراقة الجبين، ونصوع الوجنات، هنا يتحد العالم على قيم السلام، والمحبة والوئام، واحترام الآخر، بقناعة أنه عندما يجتمع الحب، تذوب كل الفوارق، ويتلاشى التمايز، هنا ترى رفرفة العيون وهي تدوزن كحل الرموش، وهنا ترى العالم بعفويته وعذرية مشاعره، وفطرية نظراته إلى المعطى الحضاري الذي تتمتع به الحديريات، وما حولها من منشآت مذهلة في بنيانها، مدهشة في بيانها، تتحدى الجائحة بقوة عزيمة من أنشأ محتواها، ومن لون فضاءها، هنا الحياة تبدو مختلفة عما يحدث في العالم، لأن الحب زرع التفاؤل، والتفاؤل افترش سجادة الطموحات، والطموحات نسجت غشاءها الرقيق، فانسدل مثل ستارة الحرير، يمنع الغبار، ويردع السعار.
هنا في الحديريات غاية المنى، لكل محب للحياة، وهنا الوقاية الجميلة، تمشي الهوينا على مكان في القلب، بقعة في الروح، هنا الأشياء تبدو براقة مثل الأقمار، تواقة لعطر الفرح مثل الأزهار.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحديريات المزروعة بالفرح الحديريات المزروعة بالفرح



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 08:52 2015 الأحد ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

1.2 مليون زائر لمعرض الشارقة الدولي للكتاب

GMT 23:26 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

السودانية هديل أنور بطلة تحدي القراءة العربي

GMT 10:26 2013 الثلاثاء ,20 آب / أغسطس

دار إبداع تصدر الكتاب الساخر "يا صلاة العيد"

GMT 14:26 2013 الخميس ,12 كانون الأول / ديسمبر

10 أخطاء يجب تجنبها عند اختيار ديكورات المنزل

GMT 12:22 2015 الثلاثاء ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق اختبارات مسابقة "جولدن سينجر" للمواهب

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 23:40 2017 الجمعة ,24 شباط / فبراير

إكسسوارات تمنحك الهدوء والراحة في غرفة النوم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates