ليس كل الإطراءات نقية
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
الاثنين 3 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

ليس كل الإطراءات نقية

ليس كل الإطراءات نقية

 صوت الإمارات -

ليس كل الإطراءات نقية

بقلم _علي أبو الريش

عندما نبالغ في الإطراء، فذلك يعني أننا نخفي ما بين السطور، رغبة لرضا الآخر عنّا، نجلب من خلاله إطراء مقابلاً لإطرائنا.

عندما تمدح شخصاً وتكيل عليه كلمات المديح، مثلما يعمل الحفارون عندما يردمون حفرة تم الاستغناء عنها، لقناعتهم عدم وجود ما يبحثون عنه من ماء.

الإطراء، هو فشل في التقييم، وهو كذلك رغبة جامحة في كسب الود، كما أنه يخبئ في معطفه عاطفة مغشوشة لا تنم إلا عن جهل في الشخص الممتدح.

نحن نسعى في الإطراء إلى مسافات واسعة، إلى درجة الإساءة إلى الشخص المراد الإطراء عليه.

عندما نكون في أقصى درجات التفاؤل، نثني على التاريخ ونغرف من بئره، حتى تصل دلائنا إلى المياه الضحلة في البئر، ومع ذلك، نظل نقول إنها مياه عذبة وصافية.

في الإطراء على الأشياء، نحن نتمسك بالصور أو في الظلال، وفي هذه الصور شيء من النمش، لا نراه نحن لأننا متشبثون في خيال الصورة، وليس في أصلها، ونظل نثني ونطري حتى تتعجرف أيدينا من جذب الدلاء الخاوية، وحتى تنشف شفاهنا ونصاب بالتسمم، لأننا خلطنا الضحالة بالنقاء. كما أن تمسكنا بالظلال، يجعلنا نمزج بين الأصل والخيال، وبين الأسود والأبيض، تجعلنا في وضع اللعثمة، لأننا لم نعبر عن الحقيقة كما هي، بل انحرفنا باتجاه جادة مغايرة، وأصبحنا نجتر خيالنا كما تمضغ الشاة العشب اليابس.

من الضروري أن نهتم بما ينجزه الآخر، ونمنحه حقه في الثناء والشكر، لأنه ما من مخلوق لا يرنو إلى الثناء مدافع ومحفز، ولكن عندما يصبح الثناء غاية ذاتية، وهدفاً شخصياً لتحقيق مآرب خاصة، يصبح الإطراء مجرد رغوة صابون فاقد الصلاحية، ونصبح نحن نعجن الهواء ونطبخ الرمل.

عندما يصبح الإطراء مادة صمغية لزجة، تتراكم عليها ذرات الغبار وتخفي شكلها، وتصبح السجادة الحريرية مجرد قطعة قماش تالفة، لا لون لها ولا شكل، تصبح مكباً لنفايات الرغبات الشخصية، تضر ولا تنفع، تحيق ولا تشفع، تمزق شكل العلاقات الإنسانية، وتحولها إلى مراحل ما بعد الفراغ، وتحول الأشخاص إلى أشكال حلزونية، تتدحرج على منحدر الإطراء، الذي لا يضيف شيئاً سوى إيقاف ساعات الزمن عن دق أجراس الفرح الحقيقي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس كل الإطراءات نقية ليس كل الإطراءات نقية



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 08:38 2020 الأربعاء ,01 تموز / يوليو

يبدأ الشهر مع تلقيك خبراً جيداً يفرحك كثيراً

GMT 22:25 2019 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

انطلاق فعاليات توظيف 1000 مواطن في قطاع الطاقة

GMT 13:43 2018 الأحد ,02 أيلول / سبتمبر

مدرسة الوطن

GMT 03:52 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

محكمة يابانية تأمر بإغلاق مفاعل نووي

GMT 22:30 2013 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

ألف وحدة سكنية للتوزيع في مدينة المطلاع في الكويت

GMT 16:48 2018 الخميس ,22 شباط / فبراير

العقل البشري تصيبه الشيخوخة بعد سن الـ 25

GMT 07:49 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

لجنة الحكام ترفض الاستعانة بطواقم أجنبية لمباراتين فقط

GMT 06:16 2015 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

طلبة الجامعات الهولندية يعانون بعد إلغاء المنح الجامعية

GMT 22:15 2014 الأربعاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أول منصة صينية لتربية الأحياء المائية في أعماق البحر

GMT 19:19 2014 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

مدير "مياه وكهرباء أبوظبي" يشيد بربط "براكة" بـ" الكهرباء"

GMT 20:14 2012 الثلاثاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

تسليم 3 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل خلال عام في 6 أكتوبر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates