سوريا جرح العالم المفتوح

سوريا جرح العالم المفتوح

سوريا جرح العالم المفتوح

 صوت الإمارات -

سوريا جرح العالم المفتوح

بقلم : علي ابو الريش

تتأمل المشهد السوري، فترى العجب، بما يبديه الصخب، وترى ما يصدمك، ويجعلك في حالة الغثيان، أثر الدوار الذي أدار عقرب الساعة من أول العدمية إلى آخر العبثية.
في سوريا كل دول العالم تحمل أجندتها في حقائب ملغومة، وتمر عبر التضاريس المهشمة، وتقبع هناك تحت ذرائع وحجج ومبررات ومسوغات، لا أول لها ولا آخر. ما يثير الدهشة، أنه تحت وطأة هذا الدوران حول النقاط الصفرية لا نجد للعرب أية ظل أو حتى شبه الظل. العالم موجود بكل ما يحمله من حيل، ومؤثرات صوتية، إلا العرب، فهم ما زالوا في موقف المتفرج، والدعاء لسوريا بأن تتحرر من صهد التداخل والتشابك،
وتقاطع المصالح، بينما لا مصلحة للعرب فيما يحدث، وكأن ما يحدث على أرض مملكة الأمويين هو زوبعة في فنجان، كوكب يبعد عنا آلاف الأميال الضوئية. الجار الجنب، والجار البعيد، والبعيد البعيد، والأبعد من البعيد، يتوافدون زرافات على الأرض السورية والرضاب يسيل فجاجة، واللعاب ينثال سماجة، ولا أحد من أعرابنا يتذكر، إن لسوريا جذراً في جغرافيتنا وساقاً في وجداننا، لا أحد له شأن فيما يتوارى تحت تراب سوريا أو فوق ترابها، سوريا التي صارت ممراً آمناً لأغراض وأهواء ومصالح، واستراتيجيات الآخرين، لم يخطر على بال العرب أن ما يثور ويفور في قدر سوريا، هو ماء دجلة الذي شربت منه حضارات وارتشفت من عذابه ثقافات، أنارت وجه العالم يوم كانت سوريا سراجاً وهاجاً لا يخضع لملة ولا يركع لثلة، كانت سوريا السرج والسراج لقوافل التنوير وحافلات السفر إلى الوعي.
اليوم تغط سوريا على فراش الأيديولوجيات الماكرة، وتتكئ على آرائك الخديعة البصرية، وتمضي في المداولات السياسية، مثل شجرة زيتون تخلى عنها أصحابها، بعد أن نالها غضب الجفول والنحول والسدول والأفول.
اليوم في سوريا تتحرك الأمواج باتجاه تحويل السواحل إلى مناطق (غير آمنة)، تسكنها مخالب أمراض البارانويا، والعصاب القهري، وأحلام الامبراطوريات المتهالكة، والتواريخ المدنسة بالكذب والافتراء والهراء، والوشاية والإغواء.
سوريا تقبع اليوم تحت وصاية خريف الغضب، وتجتاحها السكاكين من كل حدب وصوب، ولم يزل العرب يتلفتون يمنة ويسرة، لعل وعسى تلتقي الأنظار على فكرة تستعيد الشأن وتعيد الشجن، ونتخلص من مقولة «إذا سلمت أنا وناقتي، ما علي من رباعتي». لعل وعسى نتغلب على سلبية استوطنت الوجدان العربي منذ عاد وثمود.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سوريا جرح العالم المفتوح سوريا جرح العالم المفتوح



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 18:28 2016 الخميس ,11 شباط / فبراير

"الشارقة للثقافة العربية اليونسكو"لـ صنبر

GMT 18:42 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أنور المشيري يطرح ديوانه الشعري الأول "مراية الروح"

GMT 18:17 2013 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة ألمانية تكشف تزايد الهجمات الإلكترونية على الشركات

GMT 07:46 2015 الأربعاء ,20 أيار / مايو

"كهرباء دبي" تنجز مواءمة خطتها الاستراتيجية 2021

GMT 06:52 2013 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عبدة وأبو ماضي يتحدثان عن إثر "حرب أكتوبر" في قصصهم

GMT 13:54 2018 الخميس ,29 آذار/ مارس

خبير التجميل ميمو يوضح أسباب تكريمه في مصر

GMT 23:44 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

مانشستر سيتي يفكر في إعارة دانيلو خلال الميركاتو الشتوي

GMT 20:54 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

منتجعات التزلج على الجليد تستعد لاستقبال عشاق الشتاء

GMT 09:51 2014 الإثنين ,18 آب / أغسطس

4 أسلحة لمحاربة رطوبة الجو في المنزل

GMT 09:37 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

صداقة تجمع بين غواص مسن وسمكة بوجه إنسان منذ 10 سنوات

GMT 11:08 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

ماجد ناصر يقود شباب الأهلي إلى نهائي كأس الخليج العربي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates