قسوة
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
السبت 1 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

قسوة

قسوة

 صوت الإمارات -

قسوة

بقلم : علي أبو الريش

القلب مضغة مثل رغوة اللبن، نحن في القسوة نفتتها حتى تستحيل إلى قتامة قهوة باردة، نحن في الشطط نغير مجرى الدم في عروقنا، فيذهب إلى مناطق خارج الوريد، نحن في الحماقة نسدد رصاصة اللارحمة إلى القلب، فلا نألفه إلا نشارة خشب ملقاة عند ناصية مهجورة. عندما نرتكب معصية القسوة تتحول منازلنا إلى غابة موحشة، وتمضي حياتنا في طريق شائك، تحيطه أعشاب خشنة، تغوص في أعمارنا، فلا نجد الفضاء الذي يلهمنا رؤية الحياة كما هي، وهي التي نسجت خيوطها من حرير السعادة، ولوَّنت قماشتها من بياض السحابة الممطرة. عندما تكون قاسياً، فإنك تغير قوانين الطبيعة وتشوه منتجاتها، وتسيء إلى جبلتها الأولى. فالقاسي شخص خرج من شرنقة مفعمة بأحلام القيم المستحيلة، ومدَّ مخالب بدلاً من فتح كفوف الرخاء العاطفي، وتوقف عند مرحلة عمرية مشوبة بتشققات الوجدان وتلوث المعاني.

القاسي كائن اختطفته أيدٍ خفية، ووضعته عند لهيب النيران، حتى احترقت شغافه، وتيبست أغصان الشجرة الإنسانية في داخله، إنه يفيض عن حاجة الوجود، إنه مثل الدودة الزائدة وجودها وهي محتقنة، يسبب الأذى لنفسه وللآخر، إنه منسكب في الوجود مثل الأمطار الحمضية، إنه لن يتوافق مع طفل ولا شيخ كبير، لأنه تبرأ من إنسانيته كما تبرأ هتلر من قوانين الضمير، وقبله فعل هولاكو، واندحر الأول منتحراً، والثاني فني مقسوماً، ولا فيض عند القاسي سوى حرقة الأيام، وصفاقة الأحلام، وغشاوة عين لا يرى من خلالها غير خصلة غيمة معتمة، قساة القلوب حجر في طريق النهر، هم في الأساس ذاتيون، منقبضون، متكئون على حجر عثرة، وتطيح بعلاقاتهم بالواقع، وتدمر أنسجة الحب في أفئدتهم، وتصب كأس السم على شفاه آمالهم، فيمضون منعزلين، مثل أرانب فرَّت من قسورة، يفرون إلى أكوان غادرها الناس، وأصبحت مزاراً لموتى عصور غابرة، يصبحون مثل مراكب عصفت بها الأزمنة، يصبحون بلا معنى، مثل آلة عتيقة صدئة.
القساة كائنات تسير بلا قلب، محطتها الأخيرة هي هشاشة ولا بشاشة. القساة لم يتعلموا من التاريخ غير نفي النفي، ولا إثبات ولا ثبات على أرض تهزها زلزلة النهايات القصوى.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قسوة قسوة



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 12:16 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 08:24 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

ايلاينر منقار العصفور لـ مكياج فخم بالحجاب

GMT 18:31 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

قرأت لك " ثروة الأمم" كتاب قديم لكنه مهم

GMT 07:23 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

توتنهام يحقق حول العنصرية التي تعرض سون هيونج مين

GMT 14:43 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

حمد الكعبي أمينًا عامًا للاتحاد العربي للرياضة الجامعية

GMT 05:14 2013 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تساعد ليبيا على تطوير قطاعها السياحي

GMT 18:05 2015 الخميس ,22 كانون الثاني / يناير

اليابان تطلب إقامة معرض أثرى عن ملكات مصر

GMT 22:19 2015 الخميس ,19 شباط / فبراير

طفل مصري يفتتح معرضه التشكيلي الأول بـ95 لوحة

GMT 14:45 2015 الثلاثاء ,17 آذار/ مارس

"القتلة يحتفلون بالفالنتين" في دار "الحياة"

GMT 04:03 2015 الخميس ,29 كانون الثاني / يناير

أيادي تحكم مطلية بالذهب لـ"إكس بوكس" و"بلاي ستيشن"

GMT 22:11 2013 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

سماسرة متجولون يعودون إلى عقارات أبوظبي

GMT 18:44 2013 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البحث على المحرك الإلكتروني "غوغل" يضعف الذاكرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates