بقلم : علي أبو الريش
تفهم أميركا ويفهم العالم وقبلهم دول الخليج العربي، أن الإرهاب ليس بوجه واحد، وإنما بوجوه ومضامين، الأمر الذي يجعل التصدي له لا يتم إلا بانسجام دولي يجمع الطوائف والأديان والأعراق والألوان، وقد سعت دول مجلس التعاون منذ البدء إلى شرح موقفها من هذا الداء، واتجهت إلى العالم بأجندة واضحة، مفادها أن الإرهاب لا ينتمي إلى دين معين، وإنما هو نتيجة لأغراض وأمراض وأعراض خاصة بمجتمعاته.
ولذلك لكي ينتصر العالم على هذا الوباء العالمي لابد وأن تجتمع الإرادة الدولية، وتتخلص بعض الدول من الفرز والإلغاء والإقصاء، وتتحرر من وصم دين معين بهذه الآفة، ولا نعتقد أن الإرهاب مرض لا يمكن الشفاء منه، بل إن القناعة بأنه عدو الجميع، هو السلاح الفتاك الذي سيهزمه ويقضي على شروره، ويخلص العالم من آلامه وأحزانه وينقذ الملايين من البشر الذين عانوا ويعانون أسباب وجوده في بعض البلدان.
العالم اليوم مطالب بالتكاتف ضد إرهاب الدول أو العصابات، ولابد من تجنيب الأرض من ويلات البطش الذي تقوم به دول مارقة أو عصابات سارقة للحياة، لابد من المكاشفة والمصارحة والوصول إلى قواسم مشتركة تجمع كل دول العالم الحر على كلمة سواء وهذا ما تريده دول الخليج العربي من الرئيس الأميركي ترامب كزعيم، لأعظم قوة على الأرض ومن أجل أن يتم السلام في العالم، لابد وأن تجتث جذور الإرهاب، ولن يزول هذا المرض البغيض إلا بالوصول إلى قناعات من جهة دول العالم الحر، وفي مقدمتها أميركا التي عانت الإرهاب كما عانى
غيرها، فكل دول العالم واقعة تحت سطوة الإرهاب ولا استثناء لدى هذا التنظيم لذلك عندما تجتمع دول الخليج العربي مع الرئيس الأميركي فإنها على قناعة بأن أميركا تجمعها مع دول الخليج العربي الثوابت الأساسية، وأهمها المصالح المشتركة والعلاقات التاريخية كحليف يساند ويستند، والمحافظة على أمن المنطقة، هي من مصلحة شعوب الطرفين، وكبح جماح
الأشرار من العبث في المياه الخليجية، يأتي في صالح جميع شعوب العالم كون الخليج العربي عنق الزجاجة للتجارة العالمية، ورئة العالم النفطية، ووجهته إلى الطرق البحرية الأخرى، وشريانه في علاقاته مع ثُلثي شعوب العالم الذين يقطنون شرق الكرة الأرضية، إذاً مشرط التوافق أسن وحد وحاد وأمضى من أي تكهنات، ومهما حاولت قوى الشر في العالم أن تضرب الأسافين بين العلاقات الخليجية الأميركية فإن جسر العلاقة الاستراتيجية أعلى بكثير من هذه التخرصات.