الغافة تفاحة الصحراء

الغافة تفاحة الصحراء

الغافة تفاحة الصحراء

 صوت الإمارات -

الغافة تفاحة الصحراء

علي ابو الريش
بقلم : علي ابو الريش

في منجزه الجديد (معجم الغاف في دولة الإمارات) يتمشى الباحث، والكاتب الروائي سلطان العميمي، على رمل الصحراء، مقتطفاً من ثنيات غافتها ثمرات وجد ووجود، ويمضي في وجدان الشجرة المباركة، وكأنه الطائر المحلق فوق سمائها، المحدق في شموخها، متألقا، متأنقا، متدفقاً، متناسقا، مترقرقا، بلغة، تشف بالمعاني وغزارة الحلم الصحراوي، وعمق الدلالة، ويأخذنا بأناة، وتؤدة، إلى ذاك الذي يسكن في الحنايا والنوايا، ومزايا الارتباط المشيمي الذي اتسمت به مشاعر الإنسان الإماراتي وهو يحث الخطا باتجاه مهجة الغصن، وشغاف الجذور الراسخة في القلب، والدرب، والصخب والخصب، ويسجل ببراعة المبدعين المخلصين لرائحة الرمل الذهبي، وذائقة الثمرة اليانعة.

سلطان العميمي، استطاع من خلال هذا المنتج الاستثنائي أن يقدم للقارئ، ما كانت تشدو به الغافة من شجو، وما كانت ترفعه من نشيد كوني، أغرى الطير، فمنحه لغة الطيران، وألهب مشاعر الإنسان، فوهبه نبوغ الصفاء، والسخاء، والعطاء، والوفاء، والانتماء إلى الكثيب الخضيب، ومد خطوات الركاب، كي تشيع أشواقها، بين المضارب، والمناكب، في مواكب سرت ليلا، وأسرت عن لواعج ومناهج في الحب، حتى أصبح الوجود لحناً سماوياً يرتله من كانت غايته تلوين الحياة بالفرح، ووضع ثمرات البهجة، على أغصان من كانت حياتهم، مرسومة بإرادة لا تلين، وعزيمة لا يخضها خضيض، ولا يرضها رضيض، ولا يمضها مضيض. هكذا نقرأ كتاب معجم الغاف للمبدع سلطان العميمي، إنه تقص في
محتوى الشجرة، التي كانت في المعنى الموئل، والمنهل، وكانت الفصل، والأصل، وكانت الفاصلة، والبوصلة، وكانت رمش الصحراء، مكحلة بعشق من هاموا ونسجوا الشعر أبياتاً من وجيب الرمل، وعقيدة الرمل. كانت الغافة، سحابة الأرض التي ظللت الرؤوس، وكللت النفوس بأحلام أزهرت، وأنورت، وازدهرت، وأثمرت، وأينعت، وأفصحت، عن حصافة الصحراء وبلوغها، ونبوغها، ورسوخه في وجدان الإماراتي، كما أنها النجوم في السماء، وكما أنها الموجة على كفوف السواحل الغراء.
هكذا جال بنا سلطان العميمي، في رحلة عبر شغاف غافة الصحراء، شجرة الخلد، بذرة الأنام في واحة الذاكرة التي لم تزل تسدي بوعي لا ينضب معينه، رغم انفتاح الآفاق على بريق الحضارة، يقول لنا سلطان العميمي: إن الغافة هي الظل، وهي الخل، وهي الجزء، وهي الكل، وهي المد والمدى، وامتداد أفق العشاق، وهي المنطقة ما بين الرمش والرمش، وهي اللغة التي لم تزل تثري معجمها بما تمتلكه من أصالة، وفحولة، وهي الجذلى بأنفاس من هفهفت جدائلهن، ما بين غصن وغصن، وما بين شجن ولحن. شكراً لكاتبنا، ولجهده المميز.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغافة تفاحة الصحراء الغافة تفاحة الصحراء



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 18:28 2016 الخميس ,11 شباط / فبراير

"الشارقة للثقافة العربية اليونسكو"لـ صنبر

GMT 18:42 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أنور المشيري يطرح ديوانه الشعري الأول "مراية الروح"

GMT 18:17 2013 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة ألمانية تكشف تزايد الهجمات الإلكترونية على الشركات

GMT 07:46 2015 الأربعاء ,20 أيار / مايو

"كهرباء دبي" تنجز مواءمة خطتها الاستراتيجية 2021

GMT 06:52 2013 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عبدة وأبو ماضي يتحدثان عن إثر "حرب أكتوبر" في قصصهم

GMT 13:54 2018 الخميس ,29 آذار/ مارس

خبير التجميل ميمو يوضح أسباب تكريمه في مصر

GMT 23:44 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

مانشستر سيتي يفكر في إعارة دانيلو خلال الميركاتو الشتوي

GMT 20:54 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

منتجعات التزلج على الجليد تستعد لاستقبال عشاق الشتاء

GMT 09:51 2014 الإثنين ,18 آب / أغسطس

4 أسلحة لمحاربة رطوبة الجو في المنزل

GMT 09:37 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

صداقة تجمع بين غواص مسن وسمكة بوجه إنسان منذ 10 سنوات

GMT 11:08 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

ماجد ناصر يقود شباب الأهلي إلى نهائي كأس الخليج العربي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates