نشارة خشب
آخر تحديث 03:46:18 بتوقيت أبوظبي
السبت 1 آذار / مارس 2025
 صوت الإمارات -
أخر الأخبار

نشارة خشب

نشارة خشب

 صوت الإمارات -

نشارة خشب

بقلم : علي أبو الريش

البعض من البشر مشاعرهم أشبه بنشارة الخشب، أو بالأحرى هم أموات تأخر دفنهم، لأسباب تخص حفار القبور الذي كان مريضاً. هؤلاء البشر لا يرق لهم قلب ولا تهيش مشاعر، ولا يلين خاطر، لأي طارئ يحدث في محيطهم فسائق مركبة قد يدهس قطة في الشارع، متعمداً، ويسحق جسد هذا المخلوق الضعيف، الذي ساقته الأقدار في لحظة فطرية عفوية إلى هذا المكان من الشارع ودون أدنى حس نجد هذا السائق ينظر من خلال المرآة المعلقة أمامه، مستلذاً بما يحدث للحيوان، الذي فارق الحياة لاعناً الإطار المطاطي، الذي حوله إلى خرقة ممزقة، مبلولة بلزوجة الدم الطاهر، وقد يحدث أن تقف حمامة برية عند طرف خفي من جدار، وهي ترقب كائناً بشرياً يترصدها كي يتمكن من إقصائها عن الحياة بضربة مباغتة من يد ممدودة وفي قبضتها حجر بمقدار حجم كف اليد.
هذه حوادث تحصل على مدى أيام عمر القساة الذين يمثلون نماذج لإرهاب إنساني، تخيل البعض أنه مزحة، تشيع في الفراغ النفسي مسرة لكل مختال أثيم، فقد القدرة على الانسجام مع الوجود، وتحول إلى كتلة نارية حارقة وسارقة لنبض الحياة، هذه أمثلة لإنسان اليوم، الخارج من أتون أنسنة القرن الواحد والعشرين، وهو يمضي إلى الحياة بميراث أقدم من أزمنة الغاب، ويحتفل في كل حقبة بثورات التنوير الحضاري التي فعلت كل شيء، إلا أنها غفلت عن تأديب النفس البشرية وتهذيبها، وتشذيب أوراقها الصفراء، حتى بقيت تلك النفس مثل غثاء السيل، بقيت مثل حافلة قديمة ملأ الصدأ أحشاءها، مثل قارب تهالك على سواحل النكران.
مثل هذه الأشكال البشرية، يغدو العالم وكأنه في حلم لم يتحقق مأرب صباه، لأن الإنسان الذي تحرر من عبودية الإنسان السابقة، لم يمكنه التخلص من أدوائه الداخلية، لأن الأنا لم تزل تطهو طعامها النيىء على نار أُطفِئت جمراتها، ولم يبق إلا الرماد، ومن تحت الرماد، يتغلغل لظى الحماقات القديمة، وتمضي قوافل الشر، من دون إشارات حمراء توقف هذا التهور، وتضور الوحوش الآدمية، إنه شر ينبئ بولادات شرور، تحتاج إلى معالجة اختلاجاته بحزم، حتى لا يستولد الشر شراً، ويصبح العالم في محيط الرهاب المميت.
فمن يفتك بحيوان أليف، كمن يقتل إنساناً، فلا فرق، فنحن جزء من هذا الوجود ومخلوقاته هي من سلالتنا التاريخية، وما كبرياء البشر، إلا خدعة بصرية نسجتها الأنا الواهمة.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نشارة خشب نشارة خشب



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة - صوت الإمارات
احتفلت الملكة أحلام قبيل ليلة عيد الحب بعيد ميلادها في أجواء من الفخامة التي تعكس عشقها للمجوهرات الفاخرة، باحتفال رومانسي مع زوجها مبارك الهاجري، ولفتت الأنظار كعادتها باطلالاتها اللامعة، التي اتسمت بنفس الطابع الفاخر الذي عودتها عليه، بنكهة تراثية ومحتشمة، دون أن تترك بصمتها المعاصرة، لتتوهج كعادتها بتنسيق استثنائي لم يفشل في حصد الإعجاب، ومع اقتراب شهر رمضان المبارك دعونا نفتش معا في خزانة المطربة العاشقة للأناقة الملكية أحلام، لنستلهم من إطلالاتها الوقورة ما يناسب الأجواء الرمضانية، تزامنا مع احتفالها بعيد ميلادها الـ57. أحلام تتألق بإطلالة لامعة في عيد ميلادها تباهت الملكة أحلام في سهرة عيد ميلادها التي تسبق عيد الحب باحتفال رومانسي يوحي بالفخامة برفقة زوجها مبارك الهاجري، وظهرت أحلام بأناقتها المعتادة في ذلك ا�...المزيد

GMT 12:16 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تجنّب أيّ فوضى وبلبلة في محيطك

GMT 08:24 2016 الأربعاء ,12 تشرين الأول / أكتوبر

ايلاينر منقار العصفور لـ مكياج فخم بالحجاب

GMT 18:31 2019 الأربعاء ,13 آذار/ مارس

قرأت لك " ثروة الأمم" كتاب قديم لكنه مهم

GMT 07:23 2019 الثلاثاء ,15 كانون الثاني / يناير

توتنهام يحقق حول العنصرية التي تعرض سون هيونج مين

GMT 14:43 2018 الخميس ,27 كانون الأول / ديسمبر

حمد الكعبي أمينًا عامًا للاتحاد العربي للرياضة الجامعية

GMT 05:14 2013 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الأمم المتحدة تساعد ليبيا على تطوير قطاعها السياحي

GMT 18:05 2015 الخميس ,22 كانون الثاني / يناير

اليابان تطلب إقامة معرض أثرى عن ملكات مصر

GMT 22:19 2015 الخميس ,19 شباط / فبراير

طفل مصري يفتتح معرضه التشكيلي الأول بـ95 لوحة

GMT 14:45 2015 الثلاثاء ,17 آذار/ مارس

"القتلة يحتفلون بالفالنتين" في دار "الحياة"

GMT 04:03 2015 الخميس ,29 كانون الثاني / يناير

أيادي تحكم مطلية بالذهب لـ"إكس بوكس" و"بلاي ستيشن"

GMT 22:11 2013 الأحد ,01 أيلول / سبتمبر

سماسرة متجولون يعودون إلى عقارات أبوظبي

GMT 18:44 2013 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

البحث على المحرك الإلكتروني "غوغل" يضعف الذاكرة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates