منظومة القيم وأزمة العقل

منظومة القيم وأزمة العقل

منظومة القيم وأزمة العقل

 صوت الإمارات -

منظومة القيم وأزمة العقل

بقلم : علي أبو الريش

عندما يصبح العقل البشري في مواجهة الرغبات المتعلقة والوجدان المهشم والعقائد المرتبكة، فإنه يدخل في غيبوبة، ويحتاج إلى عناية مركزة كي يصحو وقد لا يصحو، عندما تكون الأدواء فجة وفتاكة.

حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، عن منظومة القيم، جاء في زمن تفككت فيه دول واضمحلت حضارات، وتوارت ثقافات، كل ذلك بفعل التدخل المباشر والبغيض للأنانية البشرية وللمفاهيم المغلوطة وللوعي المنضوي تحت سحابات داكنة جعلت منه مثل طائر هارب من وحشية الطبيعة، الآن نسمع عن حروب الديانات والحروب الطائفية والأثنية، كل ذلك أسقط مفهوم القيم الإنسانية، وأعلى من شأن الفكر الشوفيني والثقافات العدمية والعبثية، لهذا فإن حديث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد جاء في وقته، ولكي تنهض الحضارة البشرية فلابد من الخلاص، وكما قال اليسوع عليه السلام: «يجب أن تكونوا أطفالاً كي تدخلوا الجنة» هذه العبارة كفيلة بأن توقظ ذوي الأفكار الظلامية وتطرق في آذانهم أجراس الصحوة لأنه ما من حضارة تصمد وترتقي إلا إذا تخلصت من براثن الخوف من الآخر ورواسب الفكرة الأنانية.

فالحضارات مثل الجسد لا تنمو إلا إذا توافرت جهود أعضاء الجسد كلها في التعاضد لتعطي الجسد قوته في مواجهة الأمراض والعلل، الحضارة الإسلامية نمت وتوسعت حدقتها عندما كان المسلمون يقفون كتفاً بكتف، ورسالتهم المساواة بين البشر جميعاً، ولكن عندما تحولت الدولة الإسلامية إلى طرائق قدداً، أصبحت الحضارة الإسلامية، مثل حبات القمح المنثورة في حقل

شائك وفي يوم عاصف، الآن والدعوة عامة موجهة من رجل يعرف كيف تكون الأمة واسعة مثل المحيط، شامخة مثل الجبال، معطاءة مثل النخلة، عندما تتخلص من العقد والدونية، وعندما تنتصر للإنسانية جمعاء وتتحرر من جاهلية العقل، واللا عقلانية النفس.. ولا مستحيل في استدعاء المقومات الحضارية، ولا مستحيل في استعادة المجد الضارب لأن الرسالة غير قابلة لفقدان الصلاحية، المهم أن يتفق البشر على أن الحب وحده كفيل بأن يعيد مجرى النهر إلى الحقل.

المصدر : الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منظومة القيم وأزمة العقل منظومة القيم وأزمة العقل



GMT 15:12 2020 الجمعة ,21 آب / أغسطس

براكة... بركة الطاقة

GMT 16:04 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رواد بيننا

GMT 13:12 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

بحيرة جنيف تغتسل بالبرودة

GMT 18:55 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الكل مسافر

GMT 20:26 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

ساعات معلقة فوق الغيم

GMT 21:45 2019 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

أترك قلبك وعينك مفتوحين على الاحتمالات

GMT 20:00 2016 الثلاثاء ,23 شباط / فبراير

مطعم "هاشيكيو" الياباني يغرم كل من لا يُنهي طعامه

GMT 13:11 2019 السبت ,14 أيلول / سبتمبر

"جيلي الصينية" تكشف مواصفات سيارة كروس "جي إس"

GMT 05:09 2015 الخميس ,05 آذار/ مارس

انطلاق فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب

GMT 05:58 2015 الثلاثاء ,10 شباط / فبراير

سلسلة "جو وجاك" الكارتونية تطل عبر شاشة "براعم"

GMT 22:28 2017 الأربعاء ,25 كانون الثاني / يناير

جورجينا رزق تبهر الأنظار في أحدث إطلالاتها النادرة

GMT 21:17 2017 الثلاثاء ,18 إبريل / نيسان

حارس نادي الشعب السابق ينتظر عملية زراعة كُلى

GMT 22:33 2013 الأحد ,28 إبريل / نيسان

"إيوان" في ضيافة إذاعة "ستار إف إم"

GMT 13:10 2013 الجمعة ,08 شباط / فبراير

الحرمان يطال 2.3 مليون طفل في بريطانيا

GMT 07:27 2020 الجمعة ,10 تموز / يوليو

"إم بي سي" تبدأ عرض"مأمون وشركاه" لعادل إمام
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates