مرة أخرى أين عارف الخاجة

مرة أخرى أين عارف الخاجة؟

مرة أخرى أين عارف الخاجة؟

 صوت الإمارات -

مرة أخرى أين عارف الخاجة

بقلم : علي أبو الريش

في غيابك سيدي، يتعثر الشعر باحثاً عن قصيدتك، ليتوكأ على عصا أبياتها، متسائلاً: كيف يستقيم الشعر، وقصيدة عارف ملفوفة في قرطاس التخفي، في عالم ذاكرته مثقوبة، ووعيه بالممكن مثل وعي الذبابة بقيمة اللحظة الفانية، حين الوسط الثقافي أصم أبكم، أخرس، لا يسمع، لا يرى، لا يتكلم، إنه وسط مشوب برغوة الصابون فاقد الصلاحية، إنه مثل الفقاعات تطير في الفراغ، إلى حيث تتلاشى الأشياء التالفة.
وحدك سيدي، وضعت للقصيدة شمعة الحياة، ثم تواريت تاركاً العتمة تقضم لحم القصيدة، سواء عن وعي أم بدونه، المهم في الأمر سيدي، نحن الذين نحفظ في الذاكرة تلك الومضات، ونرسمها خطوطاً على جباه اليقين، واليقين هو أنك فحل القصيدة ونبراسها، ووعيها المؤدلج باحتمالات الحلم الجميل، وجود ما حادت به القريحة الفيحاء، من عصامية، فتحت لعالمنا الإماراتي نقطة ضوء، باتجاه الوردة التي كانت تعانق أجنحة الفراشات، كي تلون حياتنا بالشفافية، كما هي روحك الشعرية عالية المعنى، رفيعة الدلالة، شفيفة الإدراك لما تعنيه القصيدة، عندما تكون بمستوى النجمة التي تعانق شفة الغيمة، وبمقدار ما تسكب السحابة نثها على جبين الأشجار، وبحجم ما تسهب الأنهار في سرد غدبها، لأجل أن يبقى العالم مبهراً، وتبقى الضفاف ندية وعفوية.
العمر مثل الأغصان يمضي في القصيدة ريان، نشوان، كما تمضي الأغصان في عروق الماء، العمر سيدي، هو قصيدة وجدانها إنسان لا تنكبه ظروف ولا صروف، العمر هو ذاك الذي يخصب الحياة بشغف الانتماء إلى حلم أشبه بالنهر، يذهب إلى البحر كي يستعيد عطاءه، كي يأتي بعد رحلة طويلة تمتد من السماء إلى الأرض، فالأشياء تغيب إلا القصيدة، فهي الخلود، كما هي أبدية الأرواح، كما هي الحب الذي لا يفنى. فمنذ أن برز الوجود، والقصيدة ترتب أبياتها لتمنح الحياة معناها، وتعطي الإنسان غريزة التواجد، وفرادة الوجود. منذ هوميروس حتى ابن ظاهر، وهذه القصيدة عصية على التلاشي، لأنها خالقة وليست مخلوقة، لأنه في قلب اللغة تسكن روحاً أبدية، ومثلك سيدي، قامة عرضها بحور وثغور، لا تغيب له شمس، ولا يجزر له بحر، مثلك سيدي، تحتاجه المراحل لأنك الأيك، على هفهفاته يرتفع النشيد، ويعلو التغريد، وإن تواريت يبقى الخيط موصولاً بحب الذين يعرفون عنوان قصيدتك (رمتني ثم سارت في هواها /‏ سواي فقد أحبت من صحابي).
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرة أخرى أين عارف الخاجة مرة أخرى أين عارف الخاجة



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 18:28 2016 الخميس ,11 شباط / فبراير

"الشارقة للثقافة العربية اليونسكو"لـ صنبر

GMT 18:42 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أنور المشيري يطرح ديوانه الشعري الأول "مراية الروح"

GMT 18:17 2013 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة ألمانية تكشف تزايد الهجمات الإلكترونية على الشركات

GMT 07:46 2015 الأربعاء ,20 أيار / مايو

"كهرباء دبي" تنجز مواءمة خطتها الاستراتيجية 2021

GMT 06:52 2013 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عبدة وأبو ماضي يتحدثان عن إثر "حرب أكتوبر" في قصصهم

GMT 13:54 2018 الخميس ,29 آذار/ مارس

خبير التجميل ميمو يوضح أسباب تكريمه في مصر

GMT 23:44 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

مانشستر سيتي يفكر في إعارة دانيلو خلال الميركاتو الشتوي

GMT 20:54 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

منتجعات التزلج على الجليد تستعد لاستقبال عشاق الشتاء

GMT 09:51 2014 الإثنين ,18 آب / أغسطس

4 أسلحة لمحاربة رطوبة الجو في المنزل

GMT 09:37 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

صداقة تجمع بين غواص مسن وسمكة بوجه إنسان منذ 10 سنوات

GMT 11:08 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

ماجد ناصر يقود شباب الأهلي إلى نهائي كأس الخليج العربي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates