مطالبون بالفرح

مطالبون بالفرح

مطالبون بالفرح

 صوت الإمارات -

مطالبون بالفرح

بقلم : علي أبو الريش

نحن على الأرض، وتحت السماء، نحن بين نهري الحياة وواجبنا في الوجود أن نفرح، حتى نمنح الحياة رونقها، وشكلها، وحقها. هناك أشخاص، وهناك بلدان يقودها رجال لم يعرفوا ما هو الفرح؟ في هذه الحالة، نجد الذين يجهلون ما هو الفرح، يذهبون بأنفسهم إلى التهلكة، وبالعالم إلى الفناء.الذين لا يعرفون ما هو الفرح، لا يسرهم أبداً أن يروا العالم يعيش في طمأنينة، هؤلاء يريدون العالم أن يقبع تحت صفيح ساخن، وألا يستقر، ولا ينمو، ولا يزدهر؛ ازدهار العالم يحزن هؤلاء، وأمنه يزعجهم، الأمر الذي يضطرهم إلى انتحال الذرائع والحجج، في إثارة الفقاعات، والتي تتحول بعد حين، إلى أمواج هائلة تغرق مراكب العالم في فوضى عارمة، ودمار شامل.

فمثلًا لا أدري لماذا تصر دولة مثل إيران، على امتلاك السلاح النووي، وإن تعسر، فهي تتمسك بسلاح أخف وطأة، وتدافع عن مشروعها بقوة وشراسة، وتعرف إيران وكل مسؤول في هذا البلد أن دولة مثل أميركا قادرة على إسقاط أحلام الملالي بضربة قاصمة، وعن بعد، وذلك إن أرادت أميركا، وإن توافق هذا مع مصالحها.إضافة إلى ذلك، ما هي التكنولوجيا التي تمتلكها إيران، حتى تصل صواريخها، إلى «الشيطان الأكبر» كما تدعي، وتسوق له من شعارات.لا شك أنها خرافة العقل الذي لا يعرف كيف يصل إلى الفرح، وكيف يدخل السعادة إلى قلوب الناس، بدلاً من التعاسة، وظلام الفقر، والجهل، ووعاء إيران يطفح بهذا المخزون من المهلكات، التي تنغص حياة الإنسان الإيراني البائس.

هذه معضلة الذين لا يعرفون الفرح، والذين يعيشون في خصام دائم مع السعادة، بل إنهم يضلون طريقها، لأنهم لم يتعلموا هذه الخصلة، ولأنهم فتحوا عيونهم على عباءة سوداء كالليل، وصدور عارية تسبح بدماء اللاوعي. إيران تهدد، وتتوعد، وإيران تثير العواصف في المنطقة، ولا أحد يعرف إلى أين تجرنا هذه الرياح العاتية، ولكن لو فكر الإيرانيون، ولو للحظة واحدة من أن النار لا تعرف صديقاً، أو عدواً، وعندما تشتعل فإنها تصبح كائناً أعمى يحرق الأخضر واليابس، ولا تحدد مساراً، ولا تضع أوزاراً، إنه الطوفان الذي يغرق كل ما يقف في طريقه.

إذاً أليس الفرح أحسن؟ إنه يفرش سجادة من حرير، ويزرع حزاماً أخضر يطوق الحياة، ويمنح الناس أكسير النجاة من الدمار. لو عرف الإيرانيون، وغيرهم من الكارهين معنى أن يفرح الإنسان، لو عرفوا أن الله يفرح لفرح الإنسان، ويحزن لحزنه. لو عرفوا ذلك لتخلوا عن اللعب في المياه العكرة، وتخلصوا من عقدة البارانويا، وأذعنوا للحقيقة، والحقيقة هي أن يكون الناس معاً، باتجاه الأحلام الجميلة، والفرح النبيل.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مطالبون بالفرح مطالبون بالفرح



GMT 15:12 2020 الجمعة ,21 آب / أغسطس

براكة... بركة الطاقة

GMT 16:04 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رواد بيننا

GMT 13:12 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

بحيرة جنيف تغتسل بالبرودة

GMT 18:55 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الكل مسافر

GMT 20:26 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

ساعات معلقة فوق الغيم

GMT 02:38 2015 الجمعة ,02 كانون الثاني / يناير

باكستان من بين أسوأ عشر دول من حيث حرية "الإنترنت"

GMT 19:35 2013 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مطعم سياحي مفتوح للجمهور في أحد سجون لندن

GMT 09:53 2018 الأحد ,05 آب / أغسطس

ترجمة وتعريب 1000 درس في "تحدي الترجمة"

GMT 18:11 2015 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

طقس الأردن لطيف الأربعاء وغائم الخميس والجمعة

GMT 06:01 2015 الإثنين ,19 كانون الثاني / يناير

الهند تبني منشآت للطاقة الشمسية فوق القنوات للاقتصاد

GMT 18:53 2016 الإثنين ,11 إبريل / نيسان

تسريب أول صورة لهاتف "نوكيا" بنظام أندرويد

GMT 23:29 2014 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شركة "واتساب" تطرح إصدارًا جديدًا بميزات إضافية جديدة

GMT 19:25 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

سيدة تخون شقيقتها مع زوجها في منطقة سيدي إيفني

GMT 00:31 2014 السبت ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"رمان" للتطبيقات تطلق تطبيق "أنت وطفلك - فاين بيبي"

GMT 17:51 2015 الجمعة ,24 تموز / يوليو

معرض تراثي فلسطيني في أسواق بيروت القديمة

GMT 12:14 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

تطوير ملصق يعلن عن الاعتداء الجنسي وقت حدوثه

GMT 03:55 2017 الأحد ,15 كانون الثاني / يناير

صفاء حجازي تنعي وفاة الراحلة كريمة مختار " ماما نونة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates