عقدة انجلس

عقدة انجلس

عقدة انجلس

 صوت الإمارات -

عقدة انجلس

بقلم : علي أبو الريش

عرفنا في علم النفس عقدتين، عن طريق المدعو سيجموند فرويد، عقدة أوديب وعقدة إلكترا، والآن عبر الحداثة العولمية، بدأت تترسخ لدى شريحة واسعة من أبناء الحبكة اللغوية المائلة، عقدة انجلس، هذه العقدة مبنية على لغة مستنسخة، شائهة، مقلوبة اللسان، مثلما يحدث للقوارب البحرية التي تصيبها العواصف بعاهة، فيغوص باطنها في الماء، ويبرز ظهرها في السماء، ويضيع ركابها في تيه المسارات الغامضة، فاليوم عندما تتحدث مع إنسان من أم وأب عربيين، تغيب عنك هوية هذا الشخص لمجرد أنه يستغرق في الكلام، فيبدو لك فجأة من الببغاء يُقلد، ولكن برداءة لغة منسوخة من معجم لولبي، لا يفسر، ولا يفصح، ولا يوضح، ولا يشرح عن شيء سوى عن عقدة نقص كامنة في نفس هذا الشخص، فيجعلك في حيرة من أمرك وأمره، وتبدأ في التساؤل، ما سبب هذا الالتواء في اللسان؟ وما شكل هذه اللغة الجديدة التي ينحرها هذا الشخص بسكين اللهوجة، وبعثرة المعنى في خضم لهاث إلى حداثة ليس هذا المقام مكانها، ولا مبرر لاستخدام كلمات نصفها عربي، والنصف الآخر نصف عربي، وما بين الأنصاف ينتصف المعنى، وتتدهور الدلالة، فلا أنت فهمت ما يفوه به هذا الشخص، ولا هو استطاع أن يقنعك بأنه شخص لبق وأنيق، في خطابه لأن محاولة تسلق الجبال بحبال مهترئة، سوف تودي بحياة المغامر الأبله، وتجعل من مصيره مثل مصير عباس بن فرناس.
وأعتقد أن لغتنا العربية غنية بما يكفي بمفرداتها ومعانيها، ومحسناتها البديعية، وأفعالها المرفوعة والمنصوبة، ولا داعي أن نجرها إلى حيث تستوطن التأتأة، ولا داعي ننصبها على لوح الإعدامات المريعة، ولا داعي نرفعها بعيداً عن مضارب قبيلتها الوطنية، ولا داعي أن نكسر أجنحتها، كي لا تحلق ألسنتنا في فضاء الجمال اللغوي، التي حظيت به هذه اللغة الإنسانية العظيمة، واستخدام لغة الآخر أمر جميل ورائع، إذا تم الاستخدام في محله، فاللغة كائن حي لا يمكن أن تبذر نطفه في كل مكان، بل إن احترام اللغة هو من صميم احترام الذات، وتقديس لغة الوطن، أما هذا الاغتراب، واستلاب اللغة من مكانها لتصبح مثل أرنب مذعور، فهذا إسفاف وتعسف بمصير الهوية.
عندما نكون نتحدث بلغتنا، نكون قد نقينا وجدان اللغة من أي نخالة قد تصيبها، جراء الرطانة المؤذية للأسماع والذوق.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
 نقلا عن الاتحاد

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عقدة انجلس عقدة انجلس



GMT 21:31 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

كهرباء «إيلون ماسك»؟!

GMT 22:12 2024 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان على مفترق: السلام أو الحرب البديلة

GMT 00:51 2024 الأربعاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

مسألة مصطلحات

GMT 19:44 2024 السبت ,12 تشرين الأول / أكتوبر

هؤلاء الشيعة شركاء العدو الصهيوني في اذلال الشيعة!!

GMT 01:39 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

شعوب الساحات

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 18:28 2016 الخميس ,11 شباط / فبراير

"الشارقة للثقافة العربية اليونسكو"لـ صنبر

GMT 18:42 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أنور المشيري يطرح ديوانه الشعري الأول "مراية الروح"

GMT 18:17 2013 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة ألمانية تكشف تزايد الهجمات الإلكترونية على الشركات

GMT 07:46 2015 الأربعاء ,20 أيار / مايو

"كهرباء دبي" تنجز مواءمة خطتها الاستراتيجية 2021

GMT 06:52 2013 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عبدة وأبو ماضي يتحدثان عن إثر "حرب أكتوبر" في قصصهم

GMT 13:54 2018 الخميس ,29 آذار/ مارس

خبير التجميل ميمو يوضح أسباب تكريمه في مصر

GMT 23:44 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

مانشستر سيتي يفكر في إعارة دانيلو خلال الميركاتو الشتوي

GMT 20:54 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

منتجعات التزلج على الجليد تستعد لاستقبال عشاق الشتاء

GMT 09:51 2014 الإثنين ,18 آب / أغسطس

4 أسلحة لمحاربة رطوبة الجو في المنزل

GMT 09:37 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

صداقة تجمع بين غواص مسن وسمكة بوجه إنسان منذ 10 سنوات

GMT 11:08 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

ماجد ناصر يقود شباب الأهلي إلى نهائي كأس الخليج العربي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates