لا بريق أشدمن بريق الحب

لا بريق أشدمن بريق الحب

لا بريق أشدمن بريق الحب

 صوت الإمارات -

لا بريق أشدمن بريق الحب

بقلم _علي أبو الريش

مهما كان صوت الأنا قوياً، ومرتفعاً، يبقى الحب هو أقوى قوة في العالم. حتى الكراهية وإن بلغت مبلغ الجرح العميق، في خاصرة العالم، يطل للحب جيشه الجرار، الذي يهزم أقوى قوة في هذا الكون، لأن الحب هو البداية في تشكيل النسيج الإنساني، ولأنه قادم من الفطرة، وإذا كانت الكراهية صنيعة أنا محتقنة فإن الحي وليد تربة، على أديمها ترعرعت، سنابل العلاقة الإنسانية بين البشر.

الرجل قد يخفي حبه عن المرأة، بناء على معطيات اجتماعية، تمنح الذكورة واجب الحسم، ولجم العواطف، على اعتبار أن الحب ليس للرجال، كما تدعي قيم اجتماعية ما، ولكن ما إن يتم نبش ما تحت جلد الحقيقة، يبرز الحب مثل نبتة تاريخية، نستها الطبيعة، لأسباب خافية على العقل، نرى الرجل الجاهم، يخفق مثل طائر هاجت به لواعج الفقدان، لمجرد إحساسه بخسارة ما لطرف محبوب.

نرى كذلك المرأة، في حين العود الأبدي، إلى قواميس العيب، تتعجل الخروج من نفق الإخفاق في تحقيق ما ينبض به القلب، وتنقلب تلك الخروقات العاطفية إلى مداهمة، تسفر عن لوعة وإحساس بالحرمان، وينبري التمنع، إلى مباغته شعورية تند عن رغبة دفينة في التعبير عن زخات مطرية، من مشاعر اللهفة، لطرف محب.

هكذا هو الحب، يختبئ، ولا يختفي، يتوارى، ولا يزول، يتدارى، ولا يأفل، إنه، كالشمس مهما اشتدت غيوم القيم المانعة، فإنها تبرز من بين الشراشف، والسدول، إنها تقول بكل بوح صريح، أنا هنا، وهكذا الحب، لا يصمت أبداً، حتى في أقصى حالات القمع والخذلان، إنه، مكين، أمين، حصين، رزين، لا يهتز للعواصف، ولا يرتج للنوايا، ولا يكتنز إلا بمزيد من شلالات العطاء، ويسرد قصته عبر جوانح، وجوارح، تكون هي الهزات ما تحت الأرض، تنبئ عن ميلاد جديد، لمخلوق، لا يشبه إلا نفسه، إسمه الحب.

وعندما ينتشر الحب، ويفرد أجنحة التحليق نحو فضاء آخر، يصبح الجو مهيأ لنزول المطر، حيث تعشب الأرض، ويخضر الشجر، وتستعد الأنهار، للاحتفال والسير زرافات نحو الفرح الوجودي، وتنتشي أبدان البحيرات، لمجرد سطوع بياض الماء عند شفاه الجداول الراقصة، على أنغام الحب.

هكذا يبدو الحب في الوجود، وهكذا تغني النجمات في السماء، عندما يخطر ببال الوجود، أن هناك رفرفة على أطراف الكون، وهناك هفهفة عند شغاف السماء، وهناك قلب يجدل ضفائر مرحلة ما بعد السكون، حيث للحب ضجيجه اللذيذ، ولنبضات الأفئدة شدوها السامي، وللعيون العاشقة، بريقها الأنيق.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا بريق أشدمن بريق الحب لا بريق أشدمن بريق الحب



GMT 21:27 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

قصة عِبَارة تشبه الخنجر

GMT 21:21 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

المرأة ونظرية المتبرجة تستاهل

GMT 21:17 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

«تكوين»

GMT 21:10 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

هل يعاقب فيفا إسرائيل أم يكون «فيفى»؟!

GMT 21:06 2024 الأربعاء ,15 أيار / مايو

العالم عند مفترق طرق

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 18:28 2016 الخميس ,11 شباط / فبراير

"الشارقة للثقافة العربية اليونسكو"لـ صنبر

GMT 18:42 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أنور المشيري يطرح ديوانه الشعري الأول "مراية الروح"

GMT 18:17 2013 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة ألمانية تكشف تزايد الهجمات الإلكترونية على الشركات

GMT 07:46 2015 الأربعاء ,20 أيار / مايو

"كهرباء دبي" تنجز مواءمة خطتها الاستراتيجية 2021

GMT 06:52 2013 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عبدة وأبو ماضي يتحدثان عن إثر "حرب أكتوبر" في قصصهم

GMT 13:54 2018 الخميس ,29 آذار/ مارس

خبير التجميل ميمو يوضح أسباب تكريمه في مصر

GMT 23:44 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

مانشستر سيتي يفكر في إعارة دانيلو خلال الميركاتو الشتوي

GMT 20:54 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

منتجعات التزلج على الجليد تستعد لاستقبال عشاق الشتاء

GMT 09:51 2014 الإثنين ,18 آب / أغسطس

4 أسلحة لمحاربة رطوبة الجو في المنزل

GMT 09:37 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

صداقة تجمع بين غواص مسن وسمكة بوجه إنسان منذ 10 سنوات

GMT 11:08 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

ماجد ناصر يقود شباب الأهلي إلى نهائي كأس الخليج العربي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates