نقطة نظام

نقطة نظام

نقطة نظام

 صوت الإمارات -

نقطة نظام

بقلم : علي أبو الريش

في الطريق إلى بناء عالم جديد، يغفو على سطح ماء بارد، ويجدل ضفائر حقيقته من دون وجل ولا كلل، ويرتب أثاث منزله الداخلي، ويلطف أجواء غرفه، ثم يجلس على أريكته المخملية، ويسكب فنجان القهوة، ويأخذ من رشفاتها بأناة وتؤدة، ثم ينظر إلى الشجرة التي تسمق في الخارج، مطلة على نافذته، كأنها تتأمل شيئاً ما تراه في أجمل حلله، ويتأمل هذا الإنسان ما يجري في وجدان الشجرة ثم يستقطبه، ويستلهم منه الوداعة والطمأنينة، وبعد مضي فترة وجيزة، ينهض ويرتدي أجمل ما لديه من ملابس، ويعتني بتناسق الألوان في مجمل ما اختاره من أقمشة جادت بها الأسواق التجارية، ثم يغادر المنزل وقد نسي شيئاً مهماً في البيت ولم يخطر له على بال إلا عندما وصل إلى المقهى، وجلس في صحبة أصدقاء الحياة.

فكر هذا الإنسان، هل يعود إلى البيت ليصلح ذات البين مع الزوجة، التي قطع معها الحوار حول قضية مهمة، ولم يدعها تكمل حديثها، عندما قال لها: (أنا لست مستعداً لسماع المزيد من الثرثرة، ثم صفق الباب خلفه بشدة واختفى عن أنظار الزوجة، التي لبثت في مكانها تستذكر الأيام الخوالي الجميلة، والتي أصبحت مجرد حثالة قهوة، يمجها الزوج ثم يتأفف). فكر ملياً واستدعى كل حيثيات الحوار، ولم يجد ما يبرر جفوله من الزوجة، وفراره من المنزل، كأرنب جبان، مذعوراً من مواجهة الواقع.

تفصد العرق من جبينه، ونشف ريقه، وارتجفت أصابعه، واستقر به الأمر على أن يستأذن الأصدقاء ويغادر المقهى في أقصى سرعة، ليعود إلى البيت ويصلح ذات البيت، ولكنه يفاجأ بما لم يقع في حسبانه، أن الزوجة هي الأخرى قطعت حبل الوصل بـ(مسج) حاد، مفاده بأنها غادرت المنزل ولن تعود إليه البتة، إلا برد اعتبار محترم يعيد لها كرامتها المهدورة.

عندما شعر الرجل بفداحة تصرفه، وسوء معاملته مع الزوجة، ولكن بعد فوات الأوان، وبعد أن صارت العلاقة أنا وأنت، وفهم الرجل حينها أن العلاقة الزوجية عندما ينقطع فيها حبل الود، يصبح الحوار مثل الخوار، ليس له معنى سوى الضجيج الذي يصم الأذنين، وينهك الخافقين، ويسد الطريق إلى البيان والتبيين، ولا جدوى من إعادة المياه إلى مجاريها، إلا باتخاذ القرار الشجاع والاعتراف بالخطأ، وفتح نافذة جديدة لحوار بنّاء، يبني أسرة منطقها الحب، ومهد لياليها أحلام زاهية، لا تنغصها أضغاث الأحلام، ولا تكدرها خلافات تافهة، لا تستحق دمعة واحدة من عيني امرأة لا تطلب من الرجل غير احترام رأيها وتقدير مكانتها.
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع
نقلا عن الاتحاد

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نقطة نظام نقطة نظام



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 21:03 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عشبة القمح تعزز جهاز المناعة وتساهم في منع السرطان

GMT 18:28 2016 الخميس ,11 شباط / فبراير

"الشارقة للثقافة العربية اليونسكو"لـ صنبر

GMT 18:42 2016 الأربعاء ,06 كانون الثاني / يناير

أنور المشيري يطرح ديوانه الشعري الأول "مراية الروح"

GMT 18:17 2013 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة ألمانية تكشف تزايد الهجمات الإلكترونية على الشركات

GMT 07:46 2015 الأربعاء ,20 أيار / مايو

"كهرباء دبي" تنجز مواءمة خطتها الاستراتيجية 2021

GMT 06:52 2013 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عبدة وأبو ماضي يتحدثان عن إثر "حرب أكتوبر" في قصصهم

GMT 13:54 2018 الخميس ,29 آذار/ مارس

خبير التجميل ميمو يوضح أسباب تكريمه في مصر

GMT 23:44 2017 الخميس ,14 كانون الأول / ديسمبر

مانشستر سيتي يفكر في إعارة دانيلو خلال الميركاتو الشتوي

GMT 20:54 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

منتجعات التزلج على الجليد تستعد لاستقبال عشاق الشتاء

GMT 09:51 2014 الإثنين ,18 آب / أغسطس

4 أسلحة لمحاربة رطوبة الجو في المنزل

GMT 09:37 2017 السبت ,07 تشرين الأول / أكتوبر

صداقة تجمع بين غواص مسن وسمكة بوجه إنسان منذ 10 سنوات

GMT 11:08 2020 الأحد ,12 كانون الثاني / يناير

ماجد ناصر يقود شباب الأهلي إلى نهائي كأس الخليج العربي
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates