عندما تكون الأفكار مثل

عندما تكون الأفكار مثل...!!

عندما تكون الأفكار مثل...!!

 صوت الإمارات -

عندما تكون الأفكار مثل

بقلم :علي أبو الريش

تابعت كلمة حاكم قطر، في مجلس الأمن، وشعرت أنني أمام صلاح الدين الأيوبي في العصر الحديث. الرجل تحدث بلغة مرتبكة ومتشنجة عن قضايا الدنيا الفانية، وأسهب، واستطرد، وأفاض حول وضع الإنسان المظلوم في فلسطين، وأدان بشدة الاحتلال الإسرائيلي، وأعماله التعسفية وتنكيله بالشعب الفلسطيني، ثم تطرق إلى الإرهاب، وسعي حكومته في مجابهة هذا الطاعون في العصر الحديث.

حقيقة لم أكن أصدق أن هذا الرجل هو تميم بن حمد الذي نعرف جيداً علاقته بالكيان الصهيوني، كما واحتضان بلاده لأعتى فلول الإرهاب، وأشدها ضراوة على الإنسانية. شعرت أن هذا الرجل لا يعيش في زمن الفضاءات، المفتوحة، والتي لا تخبئ شيئاً في معطفها، ولا أسراراً يمكن أن تخفى على الناس، فالإناء مكشوف، ودخان الطبخات السرية يتطاير في كل الاتجاهات، والرائحة تزكم الأنوف، ولا شيء يمضي من دون جلجلة، فالأرض التي يمشي عليها تميم، وعرة وغير مرصوفة، والضجيج يصم الأذان، والغبار يغشي الأعين والسمعة نزلت إلى الحضيض. الممثل الذي استطاع على حين غرة أن يجذب الناس صار يمضغ نصاً مسرحياً ركيكاً وممجوجاً، ولا معنى له في زمن أصبح المواطن العربي، قد تشبع من النصوص الهزيلة والتي لم تعد صالحة، في زمن الوعي العربي، زمن أصبح فيه الكذب فقاعات، تذهب بها الرياح إلى أبعد عن سواحل الواقع. أمر مضحك أن يكذب الإنسان ولا يصدق كذبته إلا هو، ويظل يكذب، حتى تسخر منه نفسه، ويعرق جبينه من شديد المحاولة اليائسة لإدخال الثقة في قلوب الناس، ولا جدوى ولا فائدة لأن الكيل فاض والثوب الذي يرتديه الكاذب فضفاض، والمراهقة السياسية لم تعد خدم صاحبها، لأن العالم أصيب بالشيخوخة جراء رقصات الموت، والقفزات العشوائية، باتجاه المجهول. تحدث تميم عن مأساة الروهينجا في ميانمار، ولم تعنه، كثيراً مأساة أهله في المنطقة، الذين عرضهم إلى الأخطار، إثر فتح قطر الحبيبة لعتاة المجرمين والهاربين من القانون والمتزلفين والمتسلقين والمتسللين والذين في قلوبهم مرض، وغرض.
في كلمة تميم كانت رائحة الضعف، والهوان، والمكابرة تفوح مثلما تفوح رائحة جثث الضحايا الذين تسبب بوساطة منتسبيه في قتلهم وتشريدهم والإيقاع بهم في مناطق البؤس والأسى.

في تلك الكلمة، لأول مرة شعرت أن التمثيل يحتاج إلى مهارات، عالية، وأهمها أن يكون الممثل يعيش حالة الانفصام، والاحتدام الداخلي، ليتمكن من إجادة الدور، وتمرير الكذب، ولكن مع كل هذه الانزياحات القيمية نحن واثقون، من أن الوعي أصبح أكثر اتساعاً، من عدد حالات الكذب التي تمارس ضد الناس من قبل هؤلاء الممثلين، والذين سيظلون، منعزلين عن عالمهم، وشيئاً فشيئاً إلى أن ينقرضوا، ويلفظهم العالم، ويجعلهم نفاية من نفايات التاريخ.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عندما تكون الأفكار مثل عندما تكون الأفكار مثل



GMT 09:11 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام قطرية – تركية لم تتحقق

GMT 09:06 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تذكرة.. وحقيبة سفر- 1

GMT 09:03 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

عندما تصادف شخصًا ما

GMT 08:58 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

اختبار الحرية الصعب!

GMT 00:41 2018 الجمعة ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

وماذا عن الشيعة المستقلين؟ وماذا عن الشيعة المستقلين؟

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 06:02 2019 السبت ,16 شباط / فبراير

أميركية ينمو في رأسها قرن عاشت به لمدة عام

GMT 12:07 2018 الجمعة ,19 تشرين الأول / أكتوبر

"Pixel 3" قفزة في تطوير صناعة الهواتف

GMT 08:39 2013 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

كتاب جديد عن الرواية المصورة التي ظهرت في السبعينات

GMT 18:00 2013 الأربعاء ,04 أيلول / سبتمبر

توقيع رواية "باب الليل" للروائي وحيد الطويلة

GMT 18:30 2013 الأحد ,23 حزيران / يونيو

اصدار رواية"امرأة غير قابلة للكسر" لمحمد رفعت

GMT 21:39 2014 السبت ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

إتهام جامعة هارفرد العريقة في التمييز العنصري بها

GMT 10:04 2013 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

افتتاح معرض الصُّور النَّادرة "الأقصر في 100 عام"

GMT 17:56 2015 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة مروة جمال تطلق أغنيتها الجديدة "مفيش مستحيل"

GMT 07:53 2013 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

معرض للرسام الاميركي أندي وورهول في بلجيكا عن الموت والحياة

GMT 18:38 2018 الثلاثاء ,16 كانون الثاني / يناير

بلدية دبي تؤكد حرصها على دعم ذوي متلازمة داون

GMT 11:43 2013 الثلاثاء ,10 أيلول / سبتمبر

جحيم السجون السورية في "عربة الذل"

GMT 13:22 2013 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

الصين تعلن تطهير الإنترنت من "الشائعات والعربدة"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates