كما تدين تدان

كما تدين تدان

كما تدين تدان

 صوت الإمارات -

كما تدين تدان

بقلم : علي أبو الريش

الحياة ليست مسرحاً عبثياً كي تلهو فيه المشاعر العدمية، وتحول المسرح إلى رحلة جنائزية إلى الفراغ اللامتناهي. الحياة خطوة فوق الأرض، وأخرى عند الغيمة، من لا يعرف كيف يعانق حبات الرمل، ولا يعرف مشي الهوينى على الأديم، فإنه بالطبع سوف يذهب إلى الجحيم. ومن لا يعرف كيف يستمطر الغيمة، فلابد أنه سينوء تحت وطأة الظمأ المريع، وينتهي إلى لا شيء.
هكذا أرادت إيران أن تفعل، أي كما فعل عباس بن فرناس، طارت بأجنحة اصطناعية، ومن العلو الشاهق وجدت من يتلقفها، ألا وهي الكارثة، الجماهير التي عانت الكذب والخداع والصور البلاغية الجوفاء التي لم تسمن ولم تطعم من جوع، هذه الجماهير التي خرجت طلباً لقوت الأبناء ولا لشيء آخر، إنها لا تناصب أحداً السلطة والحكم بقدر ما تريد الكرامة واللقمة الشريفة والصدق في تناول قضايا الوطن الإيراني.

إيران لم تفكر بإيران، بل فكرت بالمحيط، والمحيط كان عميقا جداً وواسعاً إلى درجة أن قارب إيران الصغير غرق في أحشائه قبل أن يغرق من يسكن هذا المحيط. اليوم يصرخ حكام إيران متهمين الآخرين بإشعال نار الاحتجاجات، والتظاهرات، لا بأس قد يحصل هذا، وهذا هو من طبيعة الصراع بين الأضداد، ولكن لم يسأل هؤلاء الذين يسكنون في قم أنفسهم، أن من كان بيته من زجاج يجب ألا يقذف بيوت الناس بالحجر، وحكام إيران يعرفون أنفسهم، أنهم لا يعيشون في الدول الاسكندنافية، بل هم في إيران، وفي هذا البلد، هناك من الأمراض الاجتماعية، ما تنوء منه الجبال، أمراض بسبب الأمية والفقر، بالإضافة إلى الإثنيات التي تنتشر في التضاريس الإيرانية الواسعة، مثل حبات المسبحة، وهي تعيش بلا حقوق وعليها واجبات الانصياع للزخرفة الطائفية المفزعة التي طالما جاهر بها الملالي وشيعوها للعالم، بشكل فج، وسمج، وأرادوا من خلاله شق الصف الإسلامي وإضعاف هذا الدين، بحيث أصبح على أيديهم حقيبة سفر مهترئة.

اليوم الشعب يريد أن يغير هذا النظام، ليعيش منسجماً مع نفسه والعالم، ولتصبح إيران واحدة من الدول التي تساهم في تطور الركب الحضاري الإنساني، بعد أن تتخلص من الشعارات الجوفاء والعدوانية والسوداوية التي أعمت البصر، والبصيرة لدى من قاد البلد زهاء خمسة عقود، عانى منها الشعب الإيراني وواجه أشد أنواع البطش والاستغلال، ونهب أموال البلد، وتسخيرها لضرب المثل الإنسانية العليا، وتحطيم الدول ودعم المنظمات الإرهابية في العالم. لا يجوز أن يتهم حكام إيران الآخرين، بل يجب النظر إلى الواقع بعين الموضوعية، سيجدون الحقيقة، هناك، في إيران، وليست في مكان آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كما تدين تدان كما تدين تدان



GMT 15:12 2020 الجمعة ,21 آب / أغسطس

براكة... بركة الطاقة

GMT 16:04 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رواد بيننا

GMT 13:12 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

بحيرة جنيف تغتسل بالبرودة

GMT 18:55 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الكل مسافر

GMT 20:26 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

ساعات معلقة فوق الغيم

GMT 16:11 2016 الخميس ,25 آب / أغسطس

فوائد الطماطم المجففة

GMT 02:34 2015 الأحد ,04 كانون الثاني / يناير

اندلاع حرائق أحراج عنيفة في إيديلايد جنوب أستراليا

GMT 11:59 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ملك المغرب محمد السادس يصل إلى البلاد

GMT 23:13 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة متسابق مواطن في حلبة أم القيوين للسيارات

GMT 16:32 2013 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صدور مجلد الزراعة في بلاد الشام من خلال المخطوطات والوثائق

GMT 02:40 2013 الأربعاء ,05 حزيران / يونيو

سامسونغ تطلق ثلاث اصدارات لعائلة Galaxy Tab 3

GMT 01:56 2013 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

عواقب "حمّى المناخ" ستطاول عشر سكان العالم

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

شركة "مانتا" تطلق هاتفها الجديد بدون أزرار

GMT 11:03 2016 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

ميريام فارس وريهام أيمن إطلالاتهما في أواخر أيام حملهما

GMT 08:37 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

عرض حلقات مسلسل "لأعلى سعر" على قناة "cbc"

GMT 06:03 2014 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

ميونيخ هي الأعلى في معدل إيجارات المساكن في ألمانيا

GMT 05:30 2017 الأربعاء ,29 آذار/ مارس

مطعم سفرة يُعلن عن عروض مميزة مع وجبة البرانش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates