هل تتعثر إيران لوضعها الداخلي

هل تتعثر إيران لوضعها الداخلي؟

هل تتعثر إيران لوضعها الداخلي؟

 صوت الإمارات -

هل تتعثر إيران لوضعها الداخلي

بقلم : علي أبو الريش

قلنا من قبل (اللي بيته من زجاج، ما يرمي بيوت الناس بالحجر)، وقلنا أيضاً أي حضارة، أو دولة، أو نظرية، تذهب خارج بيئتها، تتحطم على أحجار توسعها، وجشعها وطغيانها. الآن إيران تشهد شرارة حارقة خرجت من تنور الاحتقان، هذه الشرارة قد تصبح جمرة، والجمرة قد تتحول إلى حريق هائل يأتي على الأخضر والأصفر، وفي إيران هناك الكثير من الحشائش اليابسة جراء التفرقة والإقصاء والإلغاء والكبت والنعرات والثغرات الاجتماعية التي خلفتها النظرة الأحادية، والوقوف عند النواصي الحادة والجارحة التي حولت شعباً بأكمله إلى عباءة سوداء، تلف تحتها فحم التاريخ المأزوم بأحزانه وأشجانه وأوزانه الثقيلة والمرهقة والنزقة والمهلكة والمستهلكة.

ما فعلته إيران أشبه بمن يسعى إلى قطف حبات الذهب من كومة ترابية، وهو معصوب العينين، لا شك أن الفرحة غمرتها وهي ترى دولاً عربية تتهاوى تحت ضربات الخريف العربي؛ وهذا ما سرها كثيراً؛ لأسباب تاريخية؛ وعنصرية، لكن ما كل ما يلمع ذهباً. وإيران المغرورة بثورتها مثل طفل غرير لابد أنها سوف تصحو على واقع يغاير تماماً هذا الوهم ويناقض خيالها الواسع، فإمكانيات إيران لا تؤهلها لتبوء منطقة أوسع من جغرافيتها، ولكن عشاق اللغو واللهو والعبث في الوحل صوروا لأنفسهم كما لغيرهم أن هذه الثورة قادرة على اختراق الضوء والوصول إلى أقصى حالات المدى الإنساني، في حين أن الثورة التي امتطت جيادها إيران لا تعدو أكثر من فقاعة أيديولوجية مصبوغة بلون قاتم لا يمكن للعالم أن يمشي مدى الحياة وهو مغمض العينين، معتقداً بذلك أنه يستطيع أن يصل إلى النهر.

فهكذا أيديولوجية فاشلة بالمعنى العملي، لأنها لاتصل إلى العقل، فهي تتعرقل لمجرد ملامستها القلب، الذي بدوره، يلفظها، لأنها تستفز المشاعر، لمجرد أنها تفوه بأسماء أشخاص، وتسيء إلى أشخاص آخرين هي في النهاية لعبة تراجيدية الهدف منها ترسيخ الخدعة البصرية، وذلك لتكريس حكم أفراد وتوطيد سطوتهم على حساب الملايين من البشر ونحن إذ نعيش زمن تجاوز حدود الشخصانية، ووصل إلى فضاء لا حدود له، فمن المستحيل أن تمر اللعبة الجهنمية، لأن العقل البشري أصبح أوسع من كل النظريات المغلقة وأصبح الإنسان يملك من البصيرة ما تؤهله لاكتشاف الكذبة ودحضها.

إذاً على إيران أن تنزع هذا المعطف الأسود، والنظارة الداكنة وتبحث عن حل لأزمتها الداخلية من خلال تحطيم الحواجز النفسية بين أبناء الشعب الواحد وأن تعيش مع الآخر من دون أقنعة ولا سيناريوهات، مدبلجة ومحندلة بسرابيل أطول من السراويل ما يجعلها من الأسباب المعرقلة للتفكير لدى منظري الثورة الإيرانية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل تتعثر إيران لوضعها الداخلي هل تتعثر إيران لوضعها الداخلي



GMT 15:12 2020 الجمعة ,21 آب / أغسطس

براكة... بركة الطاقة

GMT 16:04 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

رواد بيننا

GMT 13:12 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

بحيرة جنيف تغتسل بالبرودة

GMT 18:55 2019 الخميس ,31 كانون الثاني / يناير

الكل مسافر

GMT 20:26 2019 الأربعاء ,30 كانون الثاني / يناير

ساعات معلقة فوق الغيم

GMT 16:11 2016 الخميس ,25 آب / أغسطس

فوائد الطماطم المجففة

GMT 02:34 2015 الأحد ,04 كانون الثاني / يناير

اندلاع حرائق أحراج عنيفة في إيديلايد جنوب أستراليا

GMT 11:59 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ملك المغرب محمد السادس يصل إلى البلاد

GMT 23:13 2018 الأربعاء ,17 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة متسابق مواطن في حلبة أم القيوين للسيارات

GMT 16:32 2013 الثلاثاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صدور مجلد الزراعة في بلاد الشام من خلال المخطوطات والوثائق

GMT 02:40 2013 الأربعاء ,05 حزيران / يونيو

سامسونغ تطلق ثلاث اصدارات لعائلة Galaxy Tab 3

GMT 01:56 2013 الأربعاء ,03 تموز / يوليو

عواقب "حمّى المناخ" ستطاول عشر سكان العالم

GMT 08:55 2015 الأربعاء ,04 شباط / فبراير

شركة "مانتا" تطلق هاتفها الجديد بدون أزرار

GMT 11:03 2016 الخميس ,28 كانون الثاني / يناير

ميريام فارس وريهام أيمن إطلالاتهما في أواخر أيام حملهما

GMT 08:37 2017 الثلاثاء ,19 كانون الأول / ديسمبر

عرض حلقات مسلسل "لأعلى سعر" على قناة "cbc"

GMT 06:03 2014 الأحد ,07 كانون الأول / ديسمبر

ميونيخ هي الأعلى في معدل إيجارات المساكن في ألمانيا

GMT 05:30 2017 الأربعاء ,29 آذار/ مارس

مطعم سفرة يُعلن عن عروض مميزة مع وجبة البرانش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates