المهرولون إلى الوهم

المهرولون إلى الوهم

المهرولون إلى الوهم

 صوت الإمارات -

المهرولون إلى الوهم

علي أبو الريش

عندما يعتنق الإنسان فكرة امتلاك الحقيقة، يكبل نفسه بقيود الوهم، ويبتعد كثيراً عن خلاصة من الدونية.. الآن، وبعد ثلاثة عقود أو أكثر، يقف العالم على عتبة حرب تخريبية، تدمر الذات البشرية، وتحول الحضارة إلى لعبة أطفال، ملّ الصغار من اللعب بها.. هكذا يبدو العالم المعاصر، وكأنه يخرج للتو من فضول البحث عن الذات، وهذه الذات التي أصبحت في شيخوخة بعدما عانت من التورم والتضخم، والأنانية المزرية فلو سألت طفلاً وقلت له، كيف يبدو المحيط، فسوف يقول لك: إنه هنا.. إنه هناك، ولم يعرف ما هو المحيط، وكذلك الجهلة والهاربون عن الحقيقة، لا يمكنهم تفسير مفهوم الحياة، إلا أنها مجرد دورة شمسية، يتعاقب فيها الليل والنهار ثم تنتهي إلى لا شيء.. وهكذا فإن البحث عن الحقيقة في عقول الجهلة، وكأنك تبحث عن دقيق فوق شوك في يوم عاصف.. فالحقيقة لا تعني أنك تغالط الآخر، وتنكر حقه في التفكير وأحياناً في الوجود، الحقيقة تعني أن نعترف بوجود آخر يفكر كما نفكر ولا يكفر من يقول إنه الآخر كما يحب نفسه.. اليوم أصبح عصيان الحقيقة من شيم الذين استقلوا سعة الفضاءات الإعلامية، والانفتاح الثقافي فصاروا يعيثون في الأرض فساداً، ويغدقون على الآخرين أوصافاً ونعوتاً ما أنزل الله بها من سلطان، فقط لأنهم اقتنعوا واهمين بأنهم يمتلكون الحقيقة، وهنا تقع المعضلة الكبرى، هنا يقع الإنسان فريسة وهمه عندما يتحول جواد يقود العربة، إلى جواد يقف في المؤخرة، ليدفع بعجلات غاصت في وحل الفكرة.. ما نشهده من تطرف وإرهاب، ويباب وعذاب هو نتيجة، الحقد والحقد هو باب التدمير لكل أشكال الحياة ومنها الإنسان.. والإرهاب اليوم يقتل بدم بارد لأن المنظرين والتابعين سلكوا الضواري، التي خاب ظنها في الحقيقة فما وجدت غير المخالب لكي تحطم وتؤرم، الكائنات الأخرى المسالمة.. الترف هو نتيجة وقوع المتطرفين في وهم امتلاك الحقيقة.. وهذا كل ما في الأمر.

"الاتحاد"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المهرولون إلى الوهم المهرولون إلى الوهم



GMT 05:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

يتفقد أعلى القمم

GMT 05:44 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا و«تكويعة» أم كلثوم

GMT 05:43 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

تحولات البعث السوري بين 1963 و2024

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الهروب من سؤال المصير

GMT 05:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والنظام العربي المقبل

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 05:41 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

2024... سنة كسر عظم المقاومة والممانعة

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 00:00 1970 الخميس ,01 كانون الثاني / يناير

 صوت الإمارات -

GMT 22:24 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

نصائح سهلة للتخلص من الدهون خلال فصل الشتاء

GMT 19:32 2020 السبت ,31 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج القوس السبت 31 تشرين أول / أكتوبر 2020

GMT 11:44 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور حزينة خلال هذا الشهر

GMT 00:07 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على أحدث صيحات حفلات الزفاف في ربيع 2020

GMT 16:16 2019 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إطلالات مميزة بالملابس المنقطّة تناسب الحجاب

GMT 19:49 2016 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

أبل تقر بمشكلة في هواتف "آي فون 6 إس"

GMT 21:36 2017 الخميس ,05 كانون الثاني / يناير

الشيخ سعود بن صقر القاسمي يستقبل القنصل الكندي

GMT 18:59 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تشجّع النساء على القيام بالأنشطة الرياضية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice emiratesvoice emiratesvoice
emiratesvoice
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
emirates , emirates , Emirates